Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-May-2019

الشاعرة صفاء أبو خضرة: الكتابة أكثر ثراءً في رمضان

 الدستور- عمر أبو الهيجاء

شهر رمضان الكريم له إيقاعه المختلف عن بقية شهور السنة، فهو شهر التصالح مع النفس والآخرين، شهر تتجلى فيه الروح بتأملاتها بعظمة الخالق، شهر يأخذنا إلى تنقية الروح وغسل الأرواح من الذنوب ومراجعة الذات، لرمضان عند كافة الناس طقوس خاصة يمارسونها بأشكال مختلفة، وخاصة الكتاب والأدباء لهم طقوس ربما تختلف عن غيرهم في رمضان من حيث قضاء أوقاتهم سواء في الكتابة أو القراءة أو ربما الاستراحة من التحبير في الشهر الكريم والتفرغ إلى العبادة والتواصل مع الآخرين في الأمور الحياتية.
«الدستور» في «شرفة المبدعين» تلتقي كل يوم مع مبدع أردني أو عربي وتسأله عن طقوسه الإبداعية في رمضان، وإيقاع هذا الشهر الفضيل بالنسبة له، والعادات والتقاليد عند المبدعين العرب في بلدانهم، في هذه الشرفة نلتقي الشاعرة صفاء أبو خضرة، فكانت هذه الرؤى والإجابات.
* ماذا عن طقوسك التي تمارسينها كمبدعة في شهر رمضان؟
ـ لستُ من الأشخاص الذين يتبعون برنامجاً محدداً أسير عليه بشكل ممنهج،  كلمة طقوس هنا تمنحني شعوراً بلذة التأمل والانسلاخ عن الذات المتشعبة بهمومها اليومية، فما إن باشرتُ بدخولي المنزل بعد يوم انتهاء العمل، آخذُ قسطاً من الحبّ مع أبنائي وهي عادة يومية ليست في رمضان فقط، لكنها تزيد في رمضان لأمنحهم صبراً أكثر على الصيام، وبعد مداولات مع أعمال المنزل التي لا تنتهي، كما أنني لا أمتثل للعلاقات الاجتماعية، فغالباً أقضي وقتاً أطول مع نفسي وأبنائي، وصولاً إلى الليل، فهو وقتي المحبّب، أتجلّى وأتفكّر مع آيات من القرآن الكريم، وأقضي باقي الليل  إما بالكتابة أو بالقراءة حتى يحين الفجر.
*هل الشهر الفضيل يعتبر فرصة للتأمل والقراءة أم فرصة للكتابة الإبداعية؟
ـ التأمل أمارسهُ يومياً، لذلك لا أستطيع أن أعتبره عادة من عاداتي الرمضانية، خاصة بعد يوم عمل شاقّ، لكنّ الكتابة بالنسبة لي تكون أكثر ثراءً في رمضان، ربما يعود السبب لفترة السهر التي تطول أكثر عن غيرها في باقي الأشهر، كما أنني أقضي أغلب أوقاتي مع أفكاري وكتبي، ولا أنغمس في متابعة البرامج التلفزيونية التي تمنحني وقتاً أطول مع نفسي، خاصة أنني في الأيام العادية مدمنة على الأفلام الأجنبية، أما في رمضان فأنا أنقطع عنها انقطاعاً تاماً.
*برأيك ما الذي ترينه مميزا في رمضان عن أشهر باقي السنة؟
ـ رمضان شهر للعبادة والتصالح مع النفس، شهر تصحيح الأخطاء والعيوب التي اكتسبها المرء على مدار اشهر عدة، وهو شهر جميل اذا ما احتويناه بقلوبنا وأرواحنا، يثقفنا بالصبر والتحمل والتحامل على الملذات،  يحفزنا على النظر أكثر إلى ماهية الكون والغوص في ملكوت وعظمة الله سبحانه، وفرصة للاقتراب أكثر من القرآن الكريم الذي أنا شخصياً هجرته طويلاً لانغماسي في كتب أخرى كثيرة.
* ما هي رؤيتك للجانب الثقافي في رمضان على صعيد الأنشطة؟
ـ حقيقة لا أشارك بأي تفاعلات ثقافية في رمضان، لكنّ حسبَ اطلاعي من خلال شبكات التواصل الاجتماعي ومن الأصدقاء وتتبعي للأخبار الثقافية أرى أنّ  ثمة حركة لا بأس بها رغم أنها ليست كما الأيام الأخرى في غير رمضان، على الأغلب بسبب ضيق الوقت ما بين المغرب والعشاء وصلاة التراويح وما إلى غير ذلك من زيارات عائلية وعزائم وغيرها من الطقوس الرمضانية بنكتها العائلية.
*هل ثمة حقول معرفية تفضلين القراءة فيها عن غيرها في الشهر الكريم؟
ـ حقيقة مزاجي في القراءة لا أحددهُ عادةً، أهيلُ من الكتب ما تقع عليه رغبتي، لكن في رمضان يكون القرآن الكريم أولى اهتماماتي لقراءته ومحاولة ختمهِ كاملاً، وأقرأ كتب التفسير لأتدبر آيات مرّت بروحي ولم أستطع العبور إليها إلا بتفسيرها، كل ذلك في الليل لأنني في النهار تائهة ما بين العمل والمنزل والأولاد، لذلك فالليل هو فسحتي ومتعتي لما يجول بقلبي من رغبة تطيح بي للقراءة.