Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Oct-2021

عنف المستوطنين نيابة عن الدولة

 الغد-هآرتس

 
بقلم: عميره هاس
 
19/10/2021
 
في موسم قطف الزيتون تتدفق بصورة مركزة ينابيع الشر وعنف ووقاحة إسرائيل. إن مصدر العنف المذهل لا يميز بين الكبار والصغار، بين الإنسان والشجر، بين الفساد والتخريب وسرقة المحصول. هذا عنف يعرف روح حكومته. في نهاية المطاف الضفة الغربية مليئة بكاميرات الحماية ونقاط الحراسة والمراقبة للجيش الاسرائيلي والدوريات العسكرية والشرطية المسلحة. مع ذلك، قواتنا التي تخرب الكروم دائما تعود إلى البيت بسلام. من تلك الساحات الى تلك القواعد الاصلية.
خلال أسبوعين، بين 3 تشرين الأول و16 تشرين الأول، نفذ على الأقل 18 هجوما اسرائيليا ضد من يقطفون الزيتون وضد أشجارهم. قائمة “يوجد حكم” تصعب قراءتها. في 3 تشرين الأول قواتنا ضربت خمس مرات. فقد هاجمت مزارع وقطعت الأشجار ومنعت قطف الزيتون ومرتين سرقت الزيتون. في 11 تشرين الأول سجلت 4 احداث مشابهة من تخريب الاشجار وتعويق قطف الزيتون. كل ذلك تم تنفيذه قرب مستوطنات وبؤر استيطانية معروفة باحتكاكها مثل يتسهار، معون، بيت ايل، شيلو، اريئيل، حفات جلعاد، افيغيل. منذ بداية السنة قام مجهولون بتخريب 8 آلاف شجرة للفلسطينيين، حسب بيانات الامم المتحدة.
يمكن القول بأن هؤلاء هم تفاح متعفن، فتيان هامشيين، اعشاب غريبة، مسطولين ومتسربين من مؤسسات التعليم. لقد سمعنا في السابق هذه المتلازمة منذ أن كان واضحا أن الأمر يتعلق بظاهرة منظمة، مدروسة، في وقت ما في النصف الثاني من التسعينيات، قبل وبعد أن دعا شارون الى الاستيطان فوق كل تلة في الضفة الغربية. في حينه مثلما الآن، من يقطعون الاشجار ومن يسرقون المحاصيل ويهاجمون هم مبعوثو هذه الطريقة وابناءها الاعزاء. هم اخوة الهدف المقدس الذي يتمثل بمصادرة الاراضي من اصحابها الفلسطينيين الاصليين.
المجتمع الذي يحتضن بشكل مباشر المهاجمين لا يتخلى عنهم، حاخاماته يؤيدون وقادته يوافقون بصمت. الجنود يقومون بحمايتهم لأن مهمة الجيش الإسرائيلي هي الحفاظ على أمن المستوطنين، الشرطة تقوم بإغلاق ملفات التحقيق (عندما يتم فتحها) بذرائع كانت تثير حسد الشرطة البيضاء العنصرية في جنوب الولايات المتحدة في الخمسينيات. الطيبون في دولة تل ابيب يظهرون الاشمئزاز من التعليقات. ماذا في ذلك؟.
هذا العنف المخصخص الذي استمر لعشرات السنين يحقق الهدف لأنه “من أجل منع الاحتكاك” مع سكان البؤر الاستيطانية التي تنبت مثل الفطر السام حول المستوطنات البرجوازية، الجيش الإسرائيلي يمنع الفلسطينيين من الوصول الى اراضيهم. المستوطنات نفسها بنيت على الأراضي الفلسطينية في اطار السطو الرسمي والمنظم الذي يسمى، من اجل ارضاء قضاة المحكمة العليا، “الإعلان عن أراضي دولة” و”أراضي مساحة” و”مصادرة وإغلاق لأغراض الأمن والجيش”.
في نسيج محكم من التشريع العسكري الذي يستخف بالقانون الدولي، وعنف الأعشاب الذكية جدا، تحولت أجزاء كبيرة في الضفة الغربية الى نقية أو شبه نقية من العرب: غوش شيلا وغوش عصيون وغوش تلمونيم وغوش اريئيل، كتلة الغور وكتلة نتاريم وكتلة ريحان وكتلة اللطرون وكتلة جفعات زئيف وكتلة خط التماس وكتلة ادوميم. الفلسطينيون الذين يسمح بدخولهم هم العمال. الجيش يسمح بسخائه لبعض المزارعين بالمجيء الى أراضيهم مرتين أو ثلاث مرات في السنة من أجل إزالة الاعشاب الضارة والرش والحراثة والزراعة وقطف الزيتون أو الحصاد أو قطف العنب. أعطوني واحدا من ابناء الكيبوتسات يوافق على أن يكون العمل في الفلاحة أو في الحقول فقط لبضعة أيام في السنة. هذا المنع للوصول إلى الحقول برعاية حراب الجيش الإسرائيلي واوامر الإدارة المدنية أكثر عنفا وأكثر نجاعة من أي هجوم جسدي.
مع ذلك، العنف المخصخص للأعشاب التي هي بالنيابة عنها يتم استغلاله من قبل السلطات في هذه الأماكن بالضبط حيث فشل العنف الرسمي في ابعاد الفلسطيني كليا عن أرضه. لهذا السبب تغلق السلطات عيونها. وهذا هو السبب في أن مخربي ومقتلعي الأشجار وسارقي المحاصيل ومهاجمي الرعاة والحراثين يبقون محميين بعدم كشف هويتهم.