Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Jan-2019

الطفل العراقي في استقبال الملك - فايز الفايز

 الراي - على السجاد الأحمر الذي وطئه جلالة الملك عبداالله الثاني في مطار بغداد، كان الرئيس العراقي برهم صالح في مقدمة مستقبلي الملك، وكان لافتا في الزيارة التاريخية مشهد مدهش لطفل عراقي استقبل جلالته بباقة من الورود، هذا المشهد غاب طويلا عن مناسبات الاستقبالات الملكية والرئاسية في العالم العربي وله دلالات، ولهذا كان إشارة إلى ولادة عصر جديد بريء،من العلاقات العربية العربية التي يحتاجها العراق الجديد الذي لم يغب عن خطاب الملك منذ سنوات، حيث العراق هو أحد شرايين العلاقة الأردنية التي بحثت عمان خلال السنوات الماضية عن طريقة لإعادة بناء المنظومة الحكومية والعسكرية والأمنية فيه، ودعمت كل الجهود لإعادة الإستقرار له، والمشاركة في إعادة إعماره سياسيا وإقتصاديا واجتماعيا، وتأمين حدوده بطرد الجماعات المسلحة وتطهيرها بقوة جيشنا الباسل.

زيارة الملك لاقت ترحيباً كبيراً من قبل الرئيس العراقي ورئيس الوزراء وبين أقطاب النخب السياسية العراقية، حيث رحب الرئيس صالح بالملك قائلا » أهلا بكم ضيفا كبيرا على العراق، فأنت منا وفي بيتك... وهذه زيارة تاريخية يشهد لها العراقيون جميعا»، فيما وصف رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي زيارة الملك بأنها «حدث كبير، ولها صدى على المستويين المحلي والإقليمي، ووصف العلاقة الأخوية بأن الأردن هو رئة العراق، والعراق هو رئة الأردن، وأن له مكانة خاصة عند العراق والعراقيين تاريخياً»، فيما احتفت أطياف مجلس النواب العراقي بلقائهم جلالة الملك.
منذ عشر سنوات جاءت الزيارة الثانية للملك منذ سقوط الدولة القديمة، وكانت الزيارة الأولى عام 2008 محفوفة بمخاطر جمة نتيجة الإنهيار الأمني آنذاك وتأجلت لأسباب لا سبيل لذكرها هنا، ومع ذلك أصرّ الملك عبداالله الثاني على أن لا يترك العراق وحيدا يكابد الأخطار التي تكالبت عليه، ولكن العراق اليوم بدأ يتعافى أمنيا وسياسيا، وعلى القطاع الخاص الأردني أن يشمر ذراعيه للمزيد من التعاون الإقتصادي والإستثماري مع الأشقاء، وأن تقدم الحكومة خططها بعد زيارة الرئيس لبغداد.
لقد كانت الخلافات الداخلية والتدخلات الإقليمية وصعود الإرهاب المسلح والفكرّي والتشرذم الطائفي ومحاولة تقسيم أراضي العراق وغير ذلك، هاجساً مؤرقا بالنسبة للقيادة الأردنية، التي ما انفكت تسعى لتوحيد الصف وتقريب الفرقاء من القيادات السياسية والدينية في العراق وجمعهم على طاولات الحوار في عمّان بكل ترحاب وإخلاص للحفاظ على سلامة الدولة العراقية ومكوناتها، ولهذه المصادقية رأينا الاحتفالية الرسمية على أعلى المستويات للزيارة الملكية لبغداد أمس، بعد أسابيع من الرفض السياسي العراقي للزيارة السرية للرئيس الأميركي دونالد ترمب لإحدى الوحدات العسكرية الأميركية في العراق.
فصبيحة اليوم التالي لزيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لعمان، افتتح الملك العام الجديد بزيارة بغداد للتأكيد على عمق العلاقات الأردنية مع الأشقاء جميعهم، وعلى الحرص لإبقاء الحدود مفتوحة للعراق لتلبية كافة احتياجاته الاقتصادية أيضا، فخطوط الكهرباء الأردنية تنتظر تغذية مناطق العراق الجنوبية العراقية، والبضائع والسلع واحتياجات السوق العراقية ستتدفق عبر معبر الكرامة نحو المنطقة الحرة المزمع إنشاءها في طريبيل.
في الأردن لا مكان للكراهية، ولا للجحود أوالتآمر والتفرقة السياسية أو الدينية، ولهذا كان الأردن وسيظل محجاً لجميع أطياف الشارع العراقي، ولقاءات الملك أمس مع رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي ورؤوساء الكتل العراقية، كانت إشارة الى أهمية التواصل السياسي مع مكونات الشعب الشقيق، فضلا عن لقاء زعيم تيار الإصلاح والإعمار عمار الحكيم، والتي تشكل فتحا جديدا للعلاقات الأردنية مع الجارة التاريخية التي لا يجب أن تترك ساحة لأي دولة توسعية، فيكفينا ما أضعنا مع الأشقاء في أكثر من دولة.
Roya430@hotmail.com