Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Apr-2018

العدوان الثلاثي - عبدالهادي راجي المجالي

الراي - كان نزار قباني دوما يتغزل (بالخلاخيل) الدمشقية , ويظن أن (خشخشاتها) وهي تعبر من باب توما , أو السبع بحرات هي الوزن الوحيد الذي يلظم عليه القصيدة...لا أقول ينظم بل يلضم لأن الخلخال في القدم الدمشقية , هو تماما مثل غصن الريحان حين تدخله في إبرة...

من حقي أن أكتب عن الخلاخيل الدمشقية , فلقد هزمت كل الصواريخ المجنحة , وهزمت وجه (ترامب)..وهزمت كل من ظنوا...أن دمشق انحنت....والخلاخيل في الشام تقاتل فهي على الأقل لها ايقاع يتماشى وحركة القدم , بالمقابل فإن إيقاع من يسمون أنفسهم بالمعارضة , والذين تمنوا عبر شاشات الفضائيات أن تستهدف الضربة القصر الجمهوري...وقيادات الجيش , سقطوا تماما...لما هو أدنى من التراب...كيف يتمنى سوري أن يقتل شقيقه السوري...كيف يطالب من يقول عن نفسه أنه من دمشق..بأن تستهدف الصواريخ ضباط الجيش...في الحرس الجمهوري , ويتمنى أن تتم تصفيتهم...
سوريا هزمت الربيع العربي , وهزمت وجه الغرب المتوحش وعرته...وهذا الصباح لحظة كتابتي المقال , عادت الخلاخيل للشام...من هنا ستعبر سمية بخلخالها الفضي , ومن هناك ستعبر منى بالخلخال الذهبي...أنا اعرف أنهن سيعبرن من حواجز الجيش , ولكن من حق هذا الجيش أن يعتد بنفسه , فقد حمى البنات في دمشق..وظل صامدا يقاتل...بالرغم من كل الشهداء الذين سقطوا بالرغم من التشويه والدعاية التي مورست ضده بالرغم من اغتيال ضباطه وسحل جنوده...إلا أنه حفظ للخلاخيل هيبتها , وحفظ لنزار قباني وزن القيصدة حين تلضم على وقع الخشخشات.
بين عمان ودمشق (132 (كيلومترا فقط , إلا أنني هذا الصباح أحسست بأن المسافة هي فقط (132 (مترا , كأن دمشق حضرت هنا وسكنت القلب قليلا ثم عادت...كأنها أخبرتنا بأنها ما زالت صامدة وأن البنات فيها ما زلن على عهد نزار بهن..ينحني الياسمين حين يعبرن من أمامه...
لن أطيل في الكلام , ولكن في العام (56 (استهدف العدوان الثلاثي القاهرة , فهزمت عيون المصريين
وإرادتهم..وجه الغرب المتوحش...والبارحة كان هنالك عدوانا ثلاثيا على دمشق وكان من الخلاخيل , أن أسقطت ما يسمى بالصواريخ المجنحة..أنا لا ألوم نزار أنه كتب قصيدته على وزن يسمى إيقاع الخلخال فأنا مثله قررت كتابة المقال هذا اليوم...بما يتماشى وخشخشة الخلاخيل الدمشقية..في قدم عبلة أو منى ..
دمشق تنتصر .