Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Feb-2019

مع السفير السوري*حمادة فراعنة

 الدستور

لم يكن مجاملاً السفير السوري في محاضرته أمام حشد متنوع من الأردنيين الذين تمت دعوتهم من قبل أحزاب حصاد والتيار الوطني والحياة المؤتلفة في إطار تيار التجديد الوطني ، واستضافتهم الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة ، بل كان واضحاً حد السيف في تناول العناوين والأطراف والسياسات التي استهدفت بلده سوريا طوال سنوات الخراب والدمار والاغتيالات التي اجتاحت البلد الشقيق منذ أكثر من سبع سنوات على يد التحالف الأميركي الإسرائيلي التركي مع أطراف أخرى تورطت، وببعض الأدوات المحلية يقودها تيار الإسلام السياسي وعنوانه الثلاثي : الإخوان المسلمين وداعش والقاعدة حسب رأيه. 
السفير أيمن علوش من خلال محاضرته التي استجاب لدعوتها جمهور متقدم من المهتمين ، زرع انطباعاً قوياً من الثقة ، لدى المتلهفين لسماعه ، المتعاطفين مع قضية شعبه ، وربما كانوا من الأكثر قلقاً وحرصاً على سوريا الوطن والدولة ، نظراً لوعي الأردنيين أن دمار سوريا وخرابها وزعزعت استقرارها سينعكس سلباً على أمن الأردن واستقراره وهذا ما حصل حقاً عبر محاولات التسلل من مجموعات إرهابية حاولت اجتياز الحدود الأردنية السورية لتنفيذ عمليات تخريب مماثلة ضد المؤسسات الأردنية ، ومن هنا لم يكن مستغرباً أن الأردن هو أول من بادر منذ بداية انفجار الأحداث الدامية ليعلن « ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية « وهو يرى ويشاهد تدفق المتطوعين وأسلحتهم إلى سوريا بهدف تدميرها لمصلحة طرف واحد فقط هو العدو الإسرائيلي ومشروعه الاستعماري التوسعي الذي يحتل الجولان ، ولذلك رفض الأردن التورط بالأحداث رغم ما يُسجل على بعض الإجراءات التي فرضتها العلاقات الأردنية مع الآخرين . 
 السفير السوري أشاع رؤية متماسكة عبر قدرته ووعيه وسعه صدره ، على أن المستقبل لن يكون إلا كما صنعته المقدمات التي تحققت على الأرض في المواقع الثلاثة : 1 – صمود دمشق ، 2 – تحرير الغوطة الشرقية والغربية ، 3 – تحرير جنوب سوريا ، وإن ما حصل سيتواصل مع الشمال والشمال الشرقي لتعود كل الأرض السورية إلى حضن الدولة وأمنها وإدارتها، اعتماداً على تحالفات إقليمية ودولية توازي التحالفات الإقليمية والدولية المعادية. 
قد نختلف مع سوريا في هذه النقطة أو تلك ، مع هذا العنوان أو ذاك ، ولكن لا أحد يحترم وطنيته وقوميته في مواجهة العدو الوطني والقومي المتمثل بالمشروع الاستعماري الإسرائيلي إلا وأن يقف في الخندق السوري، سواء ضاقت مساحة الرؤية أو اتسعت مع خيارات الدولة السورية وأولوياتها. 
السفير السوري بوعيه لقط مسألتين في غاية الأهمية: أولهما تعاطف الأردنيين وانحيازهم لسوريا طوال سنوات عمله التي اقتربت من الأربع سنوات فهو يتحدث عن مواقف أغلبية الأردنيين باحترام وتقدير ، وثانيهما تفهمه للسياسات الأردنية التي تتعرض لضغوط كبيرة صمد في وجهها وسببت لنا الوضع الاقتصادي الذي نواجهه ونعاني منه ، وعبر عن ذلك بوضوح بالغ ملتزماً بقول رئيسه الفصيح الذي عبر عنه بقوله « لن نقف أمام الماضي بل دعونا ننظر إلى المستقبل».