Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Jan-2020

عن توني موريسون مرة أخرى..*د. زيد حمزة

 الراي

قيل بحذرٍ يحترم كافة مشاعر الحزن الإنسانية لدى محبيهم.. ليس في موت كبار السن ما يثير اهتمام الآخرين ان لم يكن في حياتهم ما هو جديرٌ بالذكر، حريٌّ بالتذكار وخليقٌ بالتأمل والاعتبار.. بهذا الفهم كنت اتابع الشهر الماضي على قناة Democracy Now وقائع (الاحتفال بحياة) الروائية الاميركية السوداء توني موريسون التي رحلت في الخامس من آب 2019 عن ثمانية وثمانين عاماً وسماها ديفيد رينيك محرر النيويوركر ايقونة الادب الاميركي المعاصر ووصفتها محطة ال NBC بالروائية التي غيّرت وجه الادب الاميركي، وانها كانت اول امرأة سوداء تنال جائزة نوبل للادب عام 1993 واستحقت جائزة بولتزر عن روايتها Beloved كما قلدها باراك اوباما عام 2014 ميدالية الرئاسة للحرية..
 
وقد جرى التكريم المهيب لتوني موريسون في كاتدرائية نيويورك وشاركت فيه نخبة من صديقاتها الافريقيات الاميركيات كالاعلامية الفذة أوبراه وينفري التي هزت مشاعر الحضور بسرد بعض ذكرياتها معها وبتلاوة أبيات من شعرها في رواية Song of Solomon بلهجة مسرحية درامية مؤثرة، والناشطة الأممية انجيلا ديفس التي ما لانت يوماً في نضالها السياسي رغم الملاحقة والسجن والتي تحدثت باحترام كبير عن مفاصل مهمة من علاقتها بالراحلة كمعلمة ورائدة.. وفي هذا المشهد الجليل غنى على قيثارته مطرب افريقي أميركي اغنية حزينة لكنها تبعث روح الامل في نفوس المضطهدين والمهمشين في العالم..
 
أما الباحث كيفن يونغ مدير مركز شومبيرغ في هارليم فشرح مطولا دورها الموثق في تعزيز ثقافة السود، وهنا فقط تذكرت أنى كتبتُ عن هذه السيدة العظيمة قبل عشر سنوات (6شباط 2010) بعد ان شاهدت مقابلة تلفزيونية اجرتها معها مندوبة مجلة التايم الاميركية حول كتابها الجديد Mercy لكني كما يبدو غفلتُ عن قراءة أي من روايتها وقد جاء في المقال.. (اسرتني افكارها المفعمة بحكمة التجربة الطويلة، ثم ازددت بها انبهاراً حين راحت تتحدث والألم باد على ملامح وجهها عن العبودية وكيف مارستها كل الحضارات الكبيرة من دون استثناء ولو باشكال مختلفة منذ اثينا حتى اليوم لكنها تتبدى بأبشع صور الاذلال للكرامة الانسانية حين يصحبها التمييز العنصري).
 
وبعد.. فلعل أفضل ما أختم به اليوم هو نفس خاتمة مقالي القديم حيث قلت: ان لتوني موريسون في تاريخنا العربي المعاصر شبيهات من نساء مناضلات رفعن رؤوسنا عاليا في ميادين مختلفة منها السياسي ضد المستعمرين والمحتلين ومنها الاجتماعي ضد قوانين القهر التي ابتدعتها وفرضتها الذكورية المهيمنة منذ قرون، لذلك ولشدة ايماني بقدرات المرأة عموما وفرط تفاؤلي بالمثقفة العربية الحقيقية – قوميا وانسانياً – فقد بتُّ على يقين من انها سوف تقود جنباً الى جنب مع (المثقف) معركة النهوض.. ذات يوم!