Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Dec-2019

موقع قطاع غزة في العقل السياسي الإسرائيلي*د. اسعد عبد الرحمن

 الراي

منذ خطة فك الإرتباط الأحادية الإسرائيلية والانسحاب من قطاع غزة في العام 2005، والحروب على القطاع (2008-2009، 2012، 2014، وأحدثها 2019) لا تستهدف عدم السماح للمقاومة الفلسطينية مراكمة قدراتها المادية والتسليحية وإبقائها في حالة ترميم دائم. ووفقا لمراقبين إسرائيليين، فإن أي عدوان على القطاع لا يضيف شيئاً جيداً لإسرائيل أو يقويها. ففي نهاية كل مواجهة يعود الجانبان، إسرائيل والمقاومة، إلى النقطة ذاتها التي كانا عليها. ومن الواضح لهؤلاء المراقبين أن اغتيال زعماء وقادة في فصائل المقاومة الفلسطينية ليس قادراً على تغيير قدرة المقاومة وخططها. وبعيدا عن مواقف إسرائيلية اعتبرت العدوان الأخير في حينه «مكسباً سياسياً لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو»، ومع إعلان زعيم المعارضة ورئيس حزب «أزرق أبيض» (بيني غانتس) تأييده للعدوان، يبدو أن قطاع غزة ما زال يستحوذ على العقل السياسي الإسرائيلي وعبثية أدائه.
 
في افتتاحية لصحيفة «هآرتس» تقول أسرة التحرير: «في غياب سياسة موجهة لإيجاد حل عملي ومتفق عليه مع الفلسطينيين، تقترح الحكومة على مواطنيها بدائل كاذبة مثل الاغتيالات، والعقوبات الاقتصادية الجماعية، وفرض قيود جهنمية على حركة التنقل، وكلام فارغ عن قدرة عسكرية. ثمة شك في أن القيادة السياسية والجيش والشاباك أنفسهم يصدقون فائدة هذه الوسائل. لقد سبق أن أوضح الجيش عدم وجود حل عسكري لموضوع غزة. والشاباك أيّد التخفيف من الحصار وما زال». ويتساءل الكاتب الإسرائيلي (أوري مسغاف) «هل كان الثمن الذي دفعته إسرائيل مقابل اغتيال أبو عطا يستحقّ؟ هل تحسن الوضع الأمني للإسرائيليين بعد عملية الاغتيال؟ من الذي دفع الثمن هنا حقّاً؟»، مستنتجا في النهاية: «ما جرى هو إذلال استراتيجي لإسرائيل، ليس فقط على صعيد المناورات السياسية ولا على صعيد استراتيجي، بل على صعيد اقتصادي ونفسي أيضاً».
 
لقد بات قطاع غزة شعارا انتخابيا إسرائيليا، فالكل يتعهد دائما بالنجاح في الحرب ضد القطاع، فيما يتحول «التعهد» إلى وعد لا ينفذ. ومع ذلك، سيبقى القطاع مأساة سياسية مغلفة بتهديد أمني لخدمة الأطياف السياسية الإسرائيلية، مع التأكيد على مسؤولية «إسرائيل»، وفقاً للقانون الدولي، عن قطاع غزة، رغم انسحابها منه، لأنها ما تزال تسيطر على حدوده ومياهه ومجاله الجوي، وتضرب عرض الحائط بقوانين الحرب المانعة إلحاق الضرر بالمدنيين. ويرى الكاتب الإسرائيلي (تسفي برئيل) أن: «غزة تحولت الى جزء لا يتجزأ من دولة اسرائيل. ليس لأنها محكومة أمنيا من قبل الجيش الإسرائيلي، ولا لأن المليوني مواطن فيها يحتاجون الى مصادقة إسرائيل من أجل التنفس، فغزة مركب مهم إذا لم يكن الأهم في الخطاب السياسي الإسرائيلي». نعم، ورغم توالي السنين، ستبقى غزة شوكة في حلق الاحتلال، ولن تتحقق أمنية رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق (إسحق رابين) حين قال: «أتمنى أن أستيقظ يوما وأرى غزة تغرق في البحر»!!!