Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Apr-2018

يوم الكرامة - د. احمد شقيرات

 الراي - هذا يوم من التاريخ لا ينسى، يوم أثبت فيه الأشاوس من أبناء الجيش العربي الأردني أن أسطورة إسرائيل كاذبة، وأن هزيمتها ليست مستحيلة، يوم تجددت فيه الآمال بأن هذه الأمانة لا بد أن تنهض وتأخذ دورها في مسيرة التاريخ.

يوم الكرامة قد جدّدت لي أملي بعد القنوط وطول اليأس والحزن اسلم فديتك بالأرواح من جُندٍ كانوا الأباة وفخر العرب والزمن بيتان من قصيدة جاوزت العشرين بيتاً، ولعل ابن أخي العميد المتقاعد ما يزال يحفظها كعادة أبناء الجيش الذين يجمعون ما بين الثقافة والعلم والجنديّة المحترفة. ذاك يوم الكرامة الذي حدّثني أخي –رحمه االله- عنه، حين اجتاحت جحافل العدو الصهيوني بلدة الكرامة من خلال الانزال الجوي، حيث كان يوجد فدائيو فلسطين الذين امتزجت دماؤهم مع دماء إخوتهم أبناء الجيش العربي الأردني ليثبتوا للعالم أجمع، ولهؤلاء الغزاة أن الأرض واحدة والدم واحد والمصير واحد.
وقد كانت مرتفعات السلط الشمّاء هدفاً لهؤلاء الغزاة ولكنها أذاقتهم الويل حين التحم الشعب عشائر
والجيش بادر أبناء عشائر عبّاد في عيرا ويرقا إلى نقل العتاد على ظهور الدواب لنجدة الجيش بعد ضرب الخطوط الخلفية حتى سطر الجيش ملحمة الكرامة الخالدة لتظل الأجيال تذكرها جيلاً بعد جيل، وليعرفوا أن الجبن اليهودي بلغ بجيشهم حدّاً إلى ربط جنوده بالسلاسل داخل مركباتهم ودباباتهم لتحترق بهم وليعلموا أن أمامهم ليوثاً لا يهابون الموت بل يستقبلونه مزغردين هاتفين-االله أكبر- والويل للغزاة الطامعين.
هذا اليوم الذي دخل فيه العدو أرضنا من ثلاثة محاور-الكرامة، وسويمة، و غور الصافي كان يوماً مشهوداً على الدهر وشامة في جبين كل عربي وباعثاً للأمل بأن الأمة العربية أمة حيّة مدى الدهر وأن مؤامرات الأعداء لن تزيد أبناءها المخلصين إلا تمسكاً بهويتهم وعروبتهم ودينهم.