Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Nov-2019

رقبة الملك ورقبة الحكومات*فايز الفايز

 الراي-يقول جلالة الملك في خطاب العرش أمام مجلس الأمة، أعلم أن في رقبة كل مواطن أسرة وأنا في رقبتي وطن، قبل أن يعيد التذكير بقسمه على ذات المنصة للحفاظ على الدستور وخدمة الأمة، ويؤكد على أنه لم يكن إلا خادما للوطن، وحاميا لمواقف الأردن تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين ومعلنا عودة الأراضي الأردنية في الباقورة والغمر للسيادة الأردنية التامة على أرض الوطن، ومؤكدا علمه بالقلق الذي يجتاح المواطنين من آباء وشباب على مستقبل عيشهم، والبحث عن إجابة للسؤال الجوّال بين المواطنين: أين نحن ذاهبون، ويؤكد أن المستقبل سيكون أفضل إذا عملت الحكومة والقطاعات المساندة على العمل للوصول للأفضل، فهل تفعل؟!

 
في الواقع أن ما يفكر به الملك ويقوله أمامنا كثيرا يدور في ذات الأفكار والتطلعات لتحسين الواقع الإقتصادي والسياسي ويحذر من أن يطغى أي محور على الآخر فيرهقه، فالحكومات تأتي لرفع كفاءة الاقتصاد والحياة العامة للمواطنين ولكنها بعد قليل من مسيرتها تطمئن الى الخطاب السياسي وتتخبط في معالجة المشاكل الإجتماعية ولا تستطيع حينها التفكير أكثر من بعدها اليومي، حتى باتت الحكومات نسخة متماثلة، فلا تحدث فرقاً ملموساً.
 
يدرك الملك حجم المسؤولية التي تصدت لها المجالس التشريعية، ولكن المجالس التشريعية بشقيها لا تدرك حجم تحدياتها، فها هو مجلس النواب يعيش الربع الأخير من عمره ولم يخرج علينا أحد ليتكلم عن إنجازات تشريعية وقانونية ساعدت في نهوض الحياة العامة من حريات وضبط للنفقات غير معروفة أو مفهومة أو تسهيل إجراءات الإستثمار المحلي أو دعم القطاعات الشبابية أو سيطرة على تغول رأس المال الخاص، أو الحفاظ على الهوية الوطنية للإعلام والثقافة أو تحسين مستويات الخدمات العامة دون تبديد المخصصات على مشاريع البنية التحتية التي لا تطعم ولا تراعي الشفافية في التنفيذ.
 
عندما يقول الملك أن الوطن في رقبتي فهو يدرك جيدا أن هذا الوطن وكل مواطن هو من مسؤوليته التي أقسم عليها، لهذا هو يتبنى مسارا موازيا مع الحكومات للوصول الى كافة قرى ومدن الوطن والإستماع الى المواطنين بشكل دوري، ويراقب عن كثب عمل الحكومة والمؤسسات، بل إن خلاصة ما نسمعه من جلالته شخصيا يجعلنا ندرك انه يمتلك معلومات كافية لوضع تصور كامل عن المشاكل والحلول، ولكن تتقاطع المؤسسة التنفيذية دائما مع أي توجيهات، فالحكومات وأجهزتها تستسهل استخدام أشخاص لا يجلبون لها وجع الرأس في شطحاتهم الفكرية، الجميع يحب المسؤول التنفيذي لا المسؤول المبتكر والشجاع.
 
القلق الذي تحدث عنه جلالة الملك قد أصبح يرهقنا جميعاً، ومن يحاول أن يرسم ألوان قوس قزح فوق غيمتنا السوداء فهو لا يدرك حجم المصيبة، ومع إيماننا بأن الله قادر على تغيير حالنا في لحظة فإن التفاؤل يحدونا بالتغيير القادم للأفضل.