Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Dec-2017

مواقف أردنية ثابتة لا تُفرِّط ولا تساوم

الراي - جاءت تأكيدات جلالة الملك عبداالله الثاني خلال زيارة العمل الى العاصمة الاميركية واشنطن ولقاءات جلالته مع أركان الإدارة الاميركية ورئيس مجلس النواب ورؤساء واعضاء عدد من اللجان في مجلسي الشيوخ والنواب، حول القضية الفلسطينية وجهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين بأنه لا يوجد بديل عن حل الدولتين الذي يضمن تحقيق العدالة والحرية والإستقرار ليضع الأمور في نصابها الصحيح بعيداً عن كل محاولات بعض الأطراف استغلال الظروف الاقليمية الراهنة للترويج لحلول عابثة لا تحقق السلام ولا تسهم في اطفاء حرائق المنطقة، بل تمنح المتطرفين فرصة لترويج خطابهم، ما يعني – وكما أكد جلالته – أن لا ضرورة ابداً لاتخاذ اجراءات تقوض ما تبذله الإدارة الاميركية من جهد مشكور لإستئناف العملية السلمية.

 
الرؤية الأردنية ذاتها المتمسكة بالحقوق العربية والرافضة لأي اجراءات احادية الجانب او تلك التي تسعى لتسجيل مواقف لا تنسجم مع الجهود المبذولة لإستئناف عملية السلام والمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية جاءت في تحذير جلالة الملك الواضحة والشجاعة بأن نقل السفارة الاميركية الى القدس وإذا ما أُريد منح عملية السلام فرصة للنجاح، فإن هذا النقل يجب ان يأتي في اطار حل شمولي يحقق اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية والتي تعيش بأمن وسلام الى جانب اسرائيل.. مشدداً جلالته في الوقت نفسه بأن نقل السفارة في هذه المرحلة سيكون له تداعيات في الساحة الفلسطينية والعربية والاسلامية، وان ذلك يشكل مخاطر على حل الدولتين وسيكون ذريعة يستغلها الارهابيون لتكريس حالة الغضب والإحباط واليأس التي تشكل بيئة خصبة لنشر أفكارهم.
 
قضايا المنطقة، أزماتها وملفاتها كانت في صلب مباحثات جلالة الملك مع رئيس مجلس النواب الاميركي بول ريان ورؤساء واعضاء اللجنة الفرعية لمخصصات وزارة الخارجية والبرامج ذات الصلة ولجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، وكذلك لجنتي العلاقات الخارجية والخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ، أعاد جلالته التأكيد على المواقف الأردنية الثابتة ازاءها سواء في ما خص الأزمة السورية التي يجب وبالضرورة ان تتواصل جهود التوصل الى حل سياسي لهذه الأزمة، لافتاً جلالته الى الاتفاق الثلاثي بين الأردن والولايات المتحدة وروسيا لوقف اطلاق النار وتأسيس منطقة لخفض التصعيد في جنوب سوريا والذي يمكن ان يُساهم في المسار السياسي، أم لجهة المستجدات على الساحة العراقية بما في ذلك الوضع في كردستان وما قامت به الحكومة العراقية من جهود في دحر تنظيم داعش، إضافة الى سُبل دعم العراق في تحقيق الإستقرار، في الوقت ذاته الذي تم التركيز فيه على استعراض الجهود الاقليمية والدولية في الحرب على الارهاب ضمن نهج شمولي، محذراً جلالته من خطورة انتشار ظاهرة الخوف من الاسلام في المجتمعات الغربية حتى لا يستخدمها المتطرفون ذريعة لتغذية أجنداتهم الارهابية.
 
زيارة العمل الملكية لواشنطن تشير وفق الأهداف والخطط التي وضعت على نحو يسمح بتحقيقها وبخاصة في بحث سبل توسيع آفاق الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة وايضاً أوجه التعاون الاقتصادي الأردني الاميركي، وتجديد مذكرة التفاهم بين البلدين والتي ستحدد حجم الدعم خلال الاعوام القادمة في المجالين الاقتصادي والعسكري، بالاضافة الى الخطط والاصلاحات الاقتصادية التي ينفذها الأردن والتي تهدف الى تحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز قدراته على مواجهة التحديات التي فرضتها الأزمات التي يشهدها الاقليم، ما يعكس حجم وطبيعة الجهود المكثفة التي يبذلها جلالة الملك لخدمة المصالح الوطنية العليا وما يسعى إليه من أجل توفير الدعم لمسيرة الإصلاح الشامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي التي يقودها جلالته بعزيمة صلبة وارادة ثابتة.
 
رأينا