Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Mar-2019

القمة الثلاثية الضرورية*صالح القلاب

 الراي-من الواضح لا بل والمؤكد أن القمة الثلاثية الأخيرة التي ضمت جلالة الملك والرئيس المصري ورئيس الوزراء العراقي ليست محوراً عربياً جديداً وليست على الإطلاق موجهة إلى أي جهة أو دولة عربية أخرى فهدفها التعاون وتعزيز العلاقات الثلاثية والتنسيق الإستراتيجي الذي هو ضرورة قصوى في ظل كل هذا الذي تشهده هذه المنطقة ويشهده الوطن العربي كله من إستقطابات وتمزقات أفسحت المجال للتدخلات الخارجية في الشؤون العربية الداخلية.

 
وحقيقة أن الجانب المهم في هذه القمة هو مشاركة العراق الشقيق فيها،فاحتضان العرب لأشقائهم العراقيين يشعرهم ويؤكد لهم بأنهم ليسوا خارج الإطار العربي وأن بغداد كانت ولا زالت وستبقى قلب العروبة النابض وأنها إذ مرت بمرحلة اعتراضية مريضة فإن أشقاءها لن يتخلوا عنها وأنها لن تتخلى عنهم وهذه مسألة تاريخية كانت قد تكررت مرات كثيرة ولكن بالنتيجة فإنه لا يصح إلاّ الصحيح والصحيح هو أنه بدون بلاد الرافدين لا عرباً ولا عروبة.
 
لقد كان العراق وهو سيبقى بمكانته ودوره التاريخي وبشعبه العظيم رقماً رئيسياًّ في معادلة الأمة العربية وأنه إنْ هو فرضت عليه لحظة تاريخية مريضة بحكم عوامل ومتغيرات كثيرة فإنَّ نهوضه سيكون تحصيل حاصل وهذا هو ما يحصل الآن وذلك مع أن هناك عوامل شد عكسي متعددة وكثيرة.
 
لقد بقي العرب لا ينهضون بعد كبوة تاريخية بدون العراق وبدون مصر وأيضاً بدون سوريا وبدون عمقهم الإستراتيجي في الجزيرة العربية وفي المغرب العربي كله وبدون نجمتهم في هلالهم العظيم المملكة الأردنية الهاشمية..والآن فإن هذه الخطوة البالغة الأهمية إذْ هي تأتي في هذه المرحلة الخطيرة بالفعل فإنها تعزز القناعة لدى أجيالنا الصاعدة بأن هذه الأمة قد تتعرض لكبوات كثيرة لكنها وبإستمرار لا تلبث أن تنهض مرة أخرى لتأخذ دورها المفترض في المسيرة الحضارية الكونية.
 
كان يجب ألاّ يترك العراق للاستفراد من قبل الطامعين بدوره وبمكانته في المسيرة الحضارية وكان أكبر خطأ قد ارتكب هو ترك بلاد الرافدين وأهلها للذين أرادوا ولا زالوا يريدون إعادة حركة التاريخ إلى مرحلة عابرة كان العرب قد «شطبوها» من تاريخهم وإلى الأبد بعد رسالة الإسلام العظيم وبعد الدولة الأموية والدولة العباسية وبعد تمددهم الحضاري في إتجاه الغرب وإشادة دولة عظيمة لا تزال حاضرة بما تبقى منها في ذلك الجزء المجاور من القارة الأوروبية.