Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Jan-2020

“مهنيو القطاع الخاص” والنقابات*محمد سويدان

 الغد

في هذه الأيام، يحسد المهنيون العاملون في القطاع الخاص زملاءهم العاملين في القطاع الخاص لما تبديه النقابات المهنية تجاههم من اهتمام كبير بمصالحهم ودفاعها عن حقوقهم، واتخاذها الاجراءات المناسبة لتحسين ظروف عملهم وزيادة رواتبهم ورفع علاواتهم.
الحسد لايعني، أن المهنيين في القطاع الخاص يطالبون النقابات المهنية بالتوقف عن الاهتمام بالزملاء في القطاع العام، وإنما يعتبرونهم محظوظين بهذا الاهتمام على عكسهم حيث يعانون معاناة شديدة لأسباب عديدة مختلفة من مهنة إلى أخرى.
لا يعني هذا أن النقابات المهنية لاتهتم بأعضائها العاملين في القطاع الخاص، وإنما يعني أن الجهود التي تبذلها نقابات لتحسين أوضاع منتسبيها العاملين في القطاع الخاص، لم تحقق مبتغاها، وأن دورها على هذا الصعيد لا أثر له، ما وضع المهنيين في القطاع الخاص تحت رحمة مشغليهم، وتحت رحمة الظروف القاسية التي يواجهها القطاع الخاص، وحرمهم بالتالي من الكثير من حقوقهم والمكاسب التي حققوها في سنوات سابقة.
وطبعا، هنا يختلف أداء نقابة عن أخرى، ولكن غالبية المهنيين العاملين في القطاع الخاص يعانون، ويفقدون الكثير من حقوقهم فقط للحفاظ على عملهم، لاسيما أن سوق العمل ليس كالسابق، والحصول على عمل في هذه الأيام انجاز كبير، وفرحة لايمكن وصفها للكثير من المهنيين، لاسيما أن الآلاف منهم في صفوف البطالة، والكثير منهم يمارسون عملا يختلف عن تخصصاتهم المهنية.
فعلى سبيل المثال، فإن المهندسين العاملين في القطاع الخاص، ينظرون باحترام مشوب بالحسد لدفاع مجلس نقابتهم عن حقوق ومصالح المهندسين العاملين في القطاع العام، حيث تقرر البدء بإجراءات تصعيدية اعتبارا من صباح اليوم في حال لم تستجب الحكومة لما تم الاتفاق عليه بخصوص علاوات المهندسين مع نقابتهم.
فبحسب العديد من الشكاوى التي تصل إلى نقابة المهندسين من العاملين في القطاع الخاص، وبحسب نشطاء نقابيين، فإن أوضاع الكثير من المهندسين في القطاع الخاص “لا تسر” أحدا بسبب حرمانهم الكثير من حقوقهم على صعيد الرواتب والعلاوات وأيضا يعانون من صعوبة العمل، ويخشون باستمرار الاستغناء عن خدماتهم، ما يجعلهم، إذا حصل ذلك، حكما في صفوف العاطلين عن العمل، بغض النظر عن خبراتهم لركود سوق العمل محليا وخارجيا.
إن مجلس النقابة يعرف هذا الواقع، ويعمل لتغييره نحو الأحسن، ولكن الجهد الذي يبذله، لايتناسب من وجهة نظر كثير من المهندسين مع خطورة وحجم المشكلة التي يعاني منها الكثير من المهندسين.
وطبعا، ما ينطبق على المهندسين، ينطبق على الكثير من المهنيين العاملين في القطاع الخاص، حيث جهد نقاباتهم في تحسين أوضاعهم لا يرتقي للمأمول منهم، لأنه لم يتمكن من تحسين أوضاعهم وظروف عملهم.
ولا يعني ذلك، مرة أخرى، أن جميع النقابات مقصرة في رعاية المنتسبين اليها والعاملين في القطاع الخاص، ولكن يعني ذلك، أن غالبيتها لا تقوم بالجهد المطلوب على هذا الصعيد.