Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Feb-2019

التصعيد تجاه القدس*د. فايز بصبوص الدوايمة

 الراي

عندما نتابع كل التطورات شبه اليومية الحاصلة على ارض القدس، وما ينتهكه المستوطنون الصهاينة في كل يوم وبدعم غير مسبوق من قبل جنود الاحتلال نستذكر ان هناك ما يحاك بشكل متدرج هدفه الوعي الجمعي الفلسطيني أولا والعربي ثانيا.
 
على ان وجود جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين هو وجود طبيعي وليس قضيه انتهاك صارخ للمؤسسات الدينية المقدسة ولحرمة المسجد الأقصى المبارك والتي كانت في زمن سابق تجعل المظاهرات والاحتجاجات تجتاح الوطن العربي والأمة الإسلامية على مساحة الأرض وكان الاعلام العربي يغطي بشكل مباشر الاحداث عندما يتعلق الامر بحرمة المسجد الأقصى المبارك ولا تهدأ هذه الفضائيات الا عندما يزول التهديد الحاصل على أولى القبلتين.
 
اما ما نراه اليوم هو عدم مبالاة وكثير من وسائل الاعلام لا تذكر الخبر وأخرى تذكره على استحياء وكانه خبر عادي من ضمن الكم الهائل من الاخبار والمعلومات والسبب الحقيقي وراء ذلك هو ما يمارسه الاحتلال من خلال سياسة التحريض اليومي للمستوطنين من اجل انتهاك حرمة المسجد الأقصى بشكل يومي ومتكرر حتى يصبح مع الوقت خبرا تقليديا عاديا لا يلفت الانتباه وهذا ما تم.
 
ان الاعلام العربي وخاصة الفلسطيني والأردني هو معني بشكل مباشر في تغطية هذه الاحداث وتحليل وقائعها وتوضيح كل ابعاد المؤامرة التي تحاك ضد القضية الفلسطينية والدولة الأردنية والمعروفة بصفقة القرن سيئة السمعة والتي ترى تجلياتها بوضوح من خلال الممارسات الصهيونية والتي تضرب بعرض الحائط عروبة القدس والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية معتبرة ان مجرد نقل السفارة الاميركية الى القدس الشريف يخولها ان تعمل على أساس انها عاصمتها الأبدية وهي تملك حرية التصرف بكل ما يختص في هذه المدينة دون ان تستشير أحدا لهذا السبب نرى ان الاعلام الأردني يركز بمعظم نشراته الإخبارية على ما يحصل في الضفة والقطاع وذلك ليس كافيا، فإن جلالة الملك والخارجية الأردنية في كل المحافل وفي كل يوم وفي كل مؤتمر او لقاء دولي او ثنائي يعتبر قضية القدس بشكل خاص والقضية الفلسطينية بشكل عام هي أولى أولويات النظام السياسي الأردني وان مفتاح حل المشاكل في المنطقة على الصعيد السياسي والاجتماعي هو بحل القضية الفلسطينية حلا عادلا وشاملا ولذلك فان على الاعلام الأردني تسليط الضوء بشكل واضح لا لبس فيه على القضية الفلسطينية وعلى مواقف جلالته اتجاهها حتى يتكامل الخط الإعلامي الرسمي وخصوصية ثوابت الدبلوماسية الأردنية لأن ذلك يعني تكميم الافواه التي تقول في الكواليس وفي الدواوين عن ان الأردن يتماهى مع صفقة القرن او انه جزء لا يتجزأ من تحالفات تتبلور في المنطقة هدفها تصفية القضية الفلسطينية والتجييش شرقا ضد ايران اذن تسليط الضوء على عربدة المستوطنين وعلى مخاطر الانتهاكات الصهيونية يعيد البوصلة الإعلامية الى موقعها الطبيعي ويوضح بشكل واضح وبشكل رئيسي على موقف المملكة الثابت من كل القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية.