Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Jan-2022

بين القديم والجديد

 الغد-معاريف

 
البروفيسور ايتان غلبوع 17/1/2022
 
كان واضحا منذ البداية بان علاقات بايدن مع اسرائيل لن تكون قريبة كتلك التي سادت في عهد ترامب، ولكنها ليست سيئة مثلما كانت في عهد اوباما. رغم أقوال نتنياهو عن صداقة ابنة 40 سنة مع بايدن، فضل الأخير الحكومة الجديدة. قدر بانها ستتعاون أكثر من سابقتها وستكون أكثر انصاتا للمصالح الأميركية.
قناة الاتصالات الاهم في المستوى الوزاري كانت في مجال الأمن. بني غانتس ووزير الدفاع لدى بايدين، لويد أوستين هما جنرالان سابقان يفكران بمفاهيم مشابهة. هذه القناة مهمة لضمان ان يعرض اوستين اعتبارات أمنية في تحديد سياسة الإدارة تجاه النووي الإيراني. يضمن توريد السلاح والذخيرة المتطورة لإسرائيل، يواصل إجراء المناورات المشتركة ويطور القسم العسكري والأمني في اتفاقات ابراهيم.
في 2016 وقع أوباما ونتنياهو على اتفاق لمساعدة عسكرية لإسرائيل لفترة عشر سنوات بحجم 3.8 مليار دولار في السنة. يحتاج هذا المبلغ لان يجتاز اقرارا في الكونغرس كل سنة. وطلب الجناح التقدمي من الديمقراطيين، المعادي لإسرائيل، من بايدن اشتراط المساعدة بتغيير موقف إسرائيل من الفلسطينيين. بايدن ردهم. ولكن عندما استجاب لطلب إسرائيل الحصول على مساعدة إضافية بحجم مليار دولار لتجديد مخزون صواريخ الاعتراف للقبة الحديدية، والذي هزل في حملة حارس الاسوار، عارض التقدميون واسقطوا البند المتعلق بذلك في الميزانية.
لقد كان التحدي الأكبر وما يزال النووي الإيراني. فقد بدأ الموقف الامريكي مع توقعات عالية وتدهور الى نتائج ضحلة. بدأ بايدن مع اتفاق نووي جديد يكون أوسع، أطول وأوثق من ذاك الذي وقع عليه أوباما في 2015. لكن بعد أن بدأت المفاوضات غير المباشرة في فيينا بين الطرفين، وإيران أعلنت انها لن تبحث في أي موضوع جديد، وطالبت قبل كل شيء بالغاء العقوبات التي فرضت عليها، وافقت الإدارة على العودة إلى اتفاق 2015. ومن هناك كان تراجع آخر.
لقد أعلن بايدن بانه لن يعيد السفارة الأميركية من القدس الى تل أبيب، لكنه يحاول الغاء أهميتها. ترامب ايضا اعترف بالقدس كعاصمة إسرائيل. اما بايدن فيطلب من إسرائيل السماح بفتح قنصلية أميركية في غربي القدس للفلسطينيين. لا توجد في أي عاصمة في العالم سفارة وقنصلية أميركية في نفس الوقت. وبالتالي، فان طلب فتح القنصلية في القدس سياسي ويستهدف تقزيم مكانة السفارة والقول ان الولايات المتحدة بايدن لا تعترف بالقدس كعاصمة لإسرائيل.
بالمقابل، كان توافق بين الولايات المتحدة وإسرائيل على الحاجة لإضعاف حماس وتعزيز السلطة الفلسطينية. كاد بايدن يحقق نتيجة معاكسة. فقد ضغط على عباس لاجراء انتخابات للرئاسة وللبرلمان الفلسطينيين. فالمرة الأخيرة التي اجريت فيها مثل هذه الانتخابات كانت في 2006، واعتقد بايدن بان الانتخابات في 2021 ستمنح شرعية لحكم عباس. بايدن لم يتعلم شيئا من فشل الانتخابات في 2006 والتي اعطت انتصارا لحماس. عباس وافق، لكن عندما تبين ان حماس ستفوز في هذه الانتخابات، الغاها.
بعد رئيسين متطرفين في نهجيهما من إسرائيل، أوباما الذي تحفظ وترامب الذي كان الداعم الأكبر، يبدو أن العلاقات عادت إلى صيغة طبيعية. التعاون مع الولايات المتحدة حيوي لأمن ورفاه إسرائيل، وكل حكومة ملزمة بان تطوره وتحميه. على الحكومتين أن تتصديا لتحديات مركبة، لا سيما للسباق الإيراني إلى سلاح نووي. اتفاق سيئ على نحو خاص وغياب تعويض مناسب لاسرائيل من شأنهما ان يخلقا توترا. الضغوط في القضية الفلسطينية من شأنها أن تحقق نتائج معاكسة. وعدم الاكتراث تجاه اتفاقات ابراهيم من شأنه ان يعرض للخطر الجبهة الاقليمية تجاه ايران. على اسرائيل أن تعد الوسائل للتصدي لكل سيناريو في علاقاتها مع الولايات المتحدة، ولا سيما للخطيرة منها.