Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    31-Jan-2019

احتدام المعركة الانتخابية وغانتس ينافس نتنياهو على خطاب الحرب

 الغد-برهوم جرايسي

الناصرة– احتدمت المعركة الانتخابية الإسرائيلية ، في أعقاب أول خطاب سياسي ألقاه رئيس حزب “المنعة لإسرائيل” رئيس اركان جيش الاحتلال الأسبق بيني غانتس، والذي شمل تهديدا واضحا وصريحا ، بشن حرب لن تطال قطاع غزة فقط انما تمتد إلى لبنان وإيران.
في المقابل فإنه ذكر بشكل عابر أنه سيسعى “للسلام”، ولكن على أسس وضعها اليمين المتطرف، الذي يبقي غالبية الضفة تحت سطوة الاحتلال، وهدد ضمنا، بأنه إذا لم يرضخ الفلسطينيون لعروضه، فإن “إسرائيل بقيادته” ستفرض واقعا جدا، لم يفصله.
وكان غانتس قد أسس حزبا في الأسابيع الأخيرة، لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، في 9 نيسان (أبريل) المقبل، وتتوقع له استطلاعات الرأي حصوله على ما بين 12 إلى 15 مقعدا، وبفجوة كبيرة عن حزب “الليكود” بزعامة بنيامين نتنياهو، الذي ما تزال استطلاعات الرأي تمنحه ما بين 27 إلى 30 مقعدا، من أصل 120 مقعدا في الكنيست. 
وتحالف غانتس هذا الأسبوع، مع وزير الحرب الأسبق، ومن كان أيضا رئيسا لأركان جيش الاحتلال موشيه يعلون، المنشق عن حزب الليكود، ومن المتوقع أن تزيد قوة هذا التحالف في الاستطلاعات القريبة، ولكن ليس واضحا ما هي قوة هذا الحزب الذي اسموه “مناعة لإسرائيل”، في اليوم التالي للانتخابات.
تطرق غانتس للعديد من “القضايا الإسرائيلية الداخلية”، وأبرز توجهات علمانية، في مواجهة سطوة المتدينين، وفرض قوانين الاكراه الديني. كما هاجم نتنياهو بشدة على خلفية ملفات الفساد. وقال إن رئيس حكومة توجه له لوائح اتهام لا يستطيع البقاء في الحكم.
في المقابل، أطلق غانتس خطابا تفوه منه رائحة العسكر، متباهيا مع زميله يعلون، بماضيهما العسكري، مؤكدا على مبدأ القوة وقال “في الشرق الأوسط الصعب والعنيف الذي من حولنا لا يرحمون الضعفاء وينتصر القوي فقط. أيها الرئيس روحاني، أعلم أنك تخطط لمحاصرة إسرائيل، وسوف أحبط مهمتك في الشمال والجنوب، وفي أي مكان آخر في دولة إسرائيل. وسأعمل ضدك في الحلبة الدولية، العسكرية والقومية”.
وأضاف “لدي رسالة واضحة لقاسم سليماني وحسن نصر الله: نحن لا نهدد سيادة إيران لكننا لن نحتمل تهديدا على سيادة إسرائيل. وأنصح يحيى سنوار ألا يختبرني ثانية. وسأسمح بأية مساعدات إنسانية لسكان غزة، لكن لن أسمح بدفع “خاوة” بحقائب المال لحركات دموية. وعلى قادة الحركة أن يعلموا أن أحمد الجعبري لم يكن الأول وليس مؤكدا أنه الأخير”. 
وقال “إن حكومة برئاستي ستسعى إلى السلام، ولن تهدر فرصة إجراء تغيير إقليمي. وأضاف، أنه “إذا اتضح أنه لا توجد طريق للتوصل إلى سلام في هذه الفترة، فسوف نبلور واقعا جديدا، نحصن مكانة إسرائيل كدولة قوية، يهودية وديمقراطية، ونعزز الكتل الاستيطانية ومرتفعات الجولان التي لن ننسحب منها أبدا. وسيبقى غور الأردن حدودنا الأمنية الشرقية. وسنحتفظ بالأمن بيدنا في أرض إسرائيل كلها، لكن لن نسمح لملايين الفلسطينيين الذين يسكنون خلف الجدار العازل بأن يشكلوا خطرا على أمننا وهويتنا كدولة يهودية. والقدس الموحدة ستُبنى وتنمو وتبقى عاصمة الشعب اليهودي وعاصمة إسرائيل إلى الأبد”. 
من جهة اخرى وفي اطار موصول قالت صحيفة “هآرتس” في كلمة أسرة التحرير أن “من توقع بشرى سياسية جديدة خاب أمله. رغم أنه أعاد كلمة سلام للخطاب العام، إلا أنه امتنع عن ذكر حل الدولتين. الخط الذي اقترحه هو خط متصلب وصقوري. غانتس تعهد بتعزيز الكتل الاستيطانية وهضبة الجولان، “لن ننزل منها الى الأبد”، “غور الأردن حدود شرقية والقدس الموحدة ،عاصمة اسرائيل الى الأبد”. 
وقالت “هآرتس”، “بالنسبة لمصير المناطق والفلسطينيين، عرض خطا يذكّر بخطاب نتنياهو في بار ايلان، وحتى أنه اهتم بذكره. “سنحافظ على الأمن في أيدينا في كل أرض إسرائيل، لكننا لن نسمح لملايين الفلسطينيين الذين يعيشون خلف جدار الفصل بأن يعرضوا للخطر أمننا وهويتنا كدولة يهودية”. بكلمات اخرى، لا لدولة فلسطينية مستقلة ولا للضم”. 
أما الوزير الأسبق، يوسي بيلين، فقد قال في مقاله صحيفة “يسرائيل هيوم”، إنه “كان هذا خطاب الإنسان المعقول، الذي يتطلع الى السلام والذي يستعد إلى الحرب، الذي يهدد اعداءه ولكنه مستعد لان يعد بانه لن يهاجمهم دون حاجة وانه سيحرص على احتياجاتهم الإنسانية. لقد كان هذا خطاب “حمامة سوداء” أو ديمقراطي من نوع سكوب جاكسون، الذي يتحدث عن وحدة القدس بسيادتنا ولا يتنازل عن القرى العربية الـ 28، وعن مخيمات اللاجئين التي في جانبها الشرقي المهمل. يتحدث عن هضبة الجولان بسيادة إسرائيل إلى الابد، ويتجاهل أن معظم رؤساء الوزراء أعربوا عن الاستعداد للتنازل عنها”.