Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Feb-2019

الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في فنزويلا !*محمد كعوش

 الراي

أعرف سببين يدفعان الرئيس الأميركي ترمب للقيام بغزو فنزويلا، الأول: وجود أكبر كمية من احتياطي النفط في العالم في هذا البلد القريب جغرافيا، الذي تعتبره الإدارة الأميركية ضمن حديقتها الخلفية.
 
تعرفون أن شهية الرئيس ترمب، كتاجر عاشق للمال، مفتوحة لشفط نفط كل الدول المنتجة لهذه المادة الاستراتيجية. وهنا أذكر أنه قبل ازمة فنزويلا، صرّح أكثر من مرة أن نفط العراق لاميركا، لذلك ارى ان وجود قواته في العراق والبالغ عددها أكثر من 34 ألف جندي، من أجل الهيمنة على النفط العراقي، وليس من أجل مراقبة ايران فحسب كما يزعم.
 
اما السبب الثاني، يتعلق بموقف قيادة فنزويلا البوليفارية من اسرائيل وتاييدها المطلق والثابت لقضية الشعب الفلسطيني، ولا اريد ان اقول ان موقفها تجاوز مواقف دول عربية عديدة بشأن هذه القضية القومية والانسانية، اضافة الى موقفها المؤيد لكافة القضايا العربية، وفي مقدمتها الصراع في سوريا التي واجهت حربا كونية بقيادة أميركية.
 
واذا كان الصراع في سوريا وعليها قد كشف عن وجود عالم جديد متعدد الاقطاب، أرى أن المسالة الفنزويلية أكدت واثبتت وجود واقعية هذه النظرية، لذلك انقسم العالم بين فريق مؤيد للنظام الاشتراكي الثوري بقيادته الشرعية برئاسة مادورو، وهو الفريق الذي يؤيد قضية الشعب الفلسطيني وككل قضايانا، يقابله الفريق الآخر التابع للولايات المتحدة والمؤيد لاسرائيل، وهو الفريق الذي يدعو الى الاعتراف بالمعارض غوايدو الذي يقود انقلابا سياسيا ضد الرئيس الشرعي مادورو بدعم وتحريض من واشنطن.
 
والجديد في هذه المواجهة ان اسرائيل دخلت على الخط، فقد رفع مناصرو غوايدو العلم الاسرائيلي في أكبر تجمع لهم في كاراكاس. وهذا يعني انتقال الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ليدخل في صلب الازمة والصراع في فنزويلا بحيث احتل مساحة أكبر وصار عنصرا مهما في ساحة الصراع الداخلي في كاراكاس.
 
في النهاية، يتساءل البعض عن خاتمة الازمة، عن المدى الذي سيصله التدخل الأميركي العسكري والسياسي في فنزويلا، خصوصا أن قادة الحزبين الديمقراطي والجمهوري في واشنطن اختلفوا حول كل القضايا الا أنهم اتفقوا حول دعم اسرائيل وغزو فنزويلا من أجل النفط وموقفها السياسي، وهي ذات الاسباب التي ستدفع ترمب للقيام بهذه المغامرة غير المحسوبة، حتى الدول الاوروبية المنافقة ما زالت غير قادرة على التحرر من الهيمنة الاميركية واختارت، حتى اليوم، الاستسلام للتبعية الاميركية والاعتراف بسلطة غوايدو، وحدها ايطاليا عارضت وخالفت الاجماع الاوروبي لاسباب تتعلق بخلافات داخل الاتحاد الاوروبي وبالذات مع الرئيس الفرنسي ماكرون.
 
لا احد يستطيع التكهن بخطوات وقرارات الرئيس ترمب رغم التلويح بالخيار العسكري، بتشجيع من المتشدد الأكبر بولتون، ولكن قد لا يحصل الغزو في الافق القريب بسبب التفاف الجيش حول مادورو، حتى الآن، وامكانية المقاومة الشعبية وبالتالي إفشال الغزو، كما حدث في عملية خليج الخنازير ضد كوبا في زمن الرئيس جون كنيدي.
 
لكن الادارة الأميركية بتركيبتها الحالية لا أعتقد انها ستتراجع، بل سيكون لديها خطة بديلة تبدأ بفرض عقوبات أكثر مع تشديد الحصار على فنزويلا، وبعدها تحاول استخدام السيناريو السوري، بحيث تقوم بتصدير الفوضى ونشر العنف، وارسال مرتزقة للقتال من الحدود الكولومبية، وبالتالي إشعال حرب أهلية مدمرة بدعم عسكري أميركي كولومبي، وهي الحالة التي تمكنها من التدخل تحت عناوين كثيرة، ولكن لا رهان على النتائج فالنهاية ستظل مفتوحة أمام كل الاحتمالات.