Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Dec-2017

العلاقات الأردنية العربية والاسلامية في الوثائق الهاشمية - د.جورج طريف

 الراي - اتيحت لي في الآونة الأخيرة فرصة الإطلاع على ثلاثة مجلدات صدرت حديثا للوثائق الهاشمية (أوراق عبداالله بن الحسين ) باشراف الاستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت مدير مركز الوثائق والمخطوطات ودراسات بلاد الشام في الجامعة الأردنية وجمع واعداد الأستاذة الدكتورة هند أبو الشعر، وتؤرخ هذه المجلدات لفترات مهمة من عهد الإمارة وبدايات عهد المملكة.

 
ويتناول المجلد الحادي والعشرون من الوثائق الهاشمية – أوراق الملك عبداالله الأول- العلاقات الأردنية
اللبنانية خلال الفترة ما بين 1937-1951م مكملا للمجلدات السابقة التي صدرت ضمن محور العلاقات
الأردنية العربية، وتحديدا في موضوع العلاقات الأردنية السورية كونها تتحدث عن بلاد الشام التي لا
يمكن دراسة تاريخها الا في اطار متداخل ومتواصل مهما كان البحث متخصصا ومهما توفرت له من
وثائق.
 
كما يشتمل على مراسلات القوى السياسية والفكرية والصحفية والشعبية اللبنانية مع الأمير عبداالله /الملك الشهيد عبداالله بن الحسين طيب االله ثراه، نظرا لموقعه المعنوي والفكري والسياسي في المنطقة والاقليم بعد تأسيس امارة شرقي الاردن وحصولها على الاستقلال، وبداية عهد المملكة، الأمر الذي تكشفه الوثائق المحفوظة في أرشيف الديوان الملكي الهاشمي مثلما يضم تقارير الوزراء المفوضين من الحكومة الأردنية في السفارة الأردنية في بيروت الى الأمير – الملك عبداالله بن الحسين حول تطورات الأوضاع اللبنانية السورية ،والموقف من مشروع سوريا الكبرى، ومنهم فرحان شبيلات ومحمد علي العجلوني وعمر زكي الأفيوني وعبداالله زريقات عندما كان الوزير المفوض مرتبطا بالأمير مباشرة دون المرور بوزارة الخارجية.
 
أما المجلد الثاني فهو المجلد الثاني عشر- القسم الثاني ويتناول العلاقات الاردنية المصرية خلال الفترة 1946 -1950 والذي جاء مكملا للقسم الأول الذي الذي غطى الفترة (1921-1952(والقت الضوء على مراسلات الأمير/ الملك عبداالله بن الحسين مع القيادة المصرية ويبين القسمان سلسلة المراسلات بين الوزير الأردني المفوض بالقاهرة بهاء الدين طوقان والأمير/الملك عبداالله طبيعة الدور الذي تلعبه المفوضية في ضوء الاحداث التي شهدتها فترة القسم الثاني من أحداث مفصلية في السياسة العربية والأقليمية كتأسيس الجامعة العربية وحرب عام 1948والتمهيد لوحدة الضفتين وهي أمور كان للقاهرة دور فيها.
 
ويتناول المجلد الثالث الذي يحمل الرقم اثنين وعشرين العلاقات الأردنية الايرانية خلال الفترة 1925-1951 ،ويضم الرسائل المتبادلة بين الأمير / الملك عبداالله وشاه ايران رضا بهلوي في عهدي الإمارة والمملكة، وهي باللغات العربية والفارسية والانجليزية ، وكذلك زيارة الملك عبداالله الى طهران عام 1949ودور القناصل والمفوضين في طهران خاصة وان العاصمة الايرانية كانت مقرا ايضا لمفوضيات باكستان وافغانستان لما لها من دور مهم على الصعيد الاسلامي في عهد الشاه بالاضافة الى دورها في دعم القضية الفلسطينية.
 
وبالرغم من محدودية حجم الوثائق التي يحتفظ بها الديوان الملكي الهاشمي الا ان المادة عكست طبيعة السياسة الخارجية للدولة الأردنية في مرحلة الامارة وبداية عهد المملكة ،وعمق الفكر السياسي الأردني الذي تمتعت به القيادة الهاشمية ، ولذلك فإن المجلدات المشار اليها تشكل اضافة جديدة للدراسات المتعلقة بالوثائق الهاشمية كونها تلقي الضوء على مرحلة مهمة من تاريخ الأردن الحديث مدعومة بالوثائق المطبوعة والمكتوبة بخط اليد أحيانا ، ما يفتح المجال للباحثين والمهتمين والدارسين للاستفادة منها في أبحاثهم ودراساتهم المتعلقة بتاريخ شرقي الاردن في فترة الامارة وبداية عهد المملكة بشكل واسع .
tareefjo@yahoo.com