Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Oct-2017

واشنطن تسعى إلى التهدئة بغداد تطالب بانسحاب البيشمركة إلى الخط الأزرق

 

  عمان-الغد- صعدت بغداد لهجتها تجاه ما يجرى في كركوك وحولها ، حيث فرضت الحكومة العراقية شرطا جديدا و"قاسيا" على إقليم كردستان يتمثل بانسحاب قوات البيشمركة إلى ما سمته "الخط الأزرق"، فيما أشارت إلى أن بغداد بعثت بـ"رسالة تطمين" إلى المرجع الديني علي السيستاني بشأن ما يجري في محافظة كركوك.
وذكرت مصادر حكومية عراقية ، أن "بغداد رفعت من سقف مطالبها قبل الشروع في أي حوار مع أربيل. فحتى أيام قليلة، كان شرط بغداد الوحيد هو إلغاء نتائج الاستفتاء للشروع في حوار، إلا أنّها فرضت شرطاً جديداً وقاسيا، يتمثل في انسحاب البيشمركة إلى الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة في عهد الحاكم المدني الأميركي بول برايمر".
وأضافت المصادر أن "هذا الشرط غير المعلن رسمياً، فرضته بغداد في خلال الساعات القليلة الماضية"، مشدداً على عدم نية بغداد الدخول في أيّ صدام مسلّح مع الإقليم".
وأشارت المصادر إلى أن "هناك تراجعاً واضحاً من قبل الأطراف غير الانفصالية ، إلا أنّ الأطراف الانفصالية ما زلت مصرّة على مواقفها".
من جهة اخرى كشفت المصادر عن وصول "رسالة تطمين حكومية للمرجعية الدينية( السيستاني) بخصوص ما يجري من كركوك"، مبينة أن الرسالة تشير إلى أنّ "بغداد لا تسعى للصدام المسلح أو استهداف الشعب الكردي، لكنها تريد فقط فرض السيطرة على حقول النفط ومؤسسات الدولة".
واكد مصدر مقرب من العبادي أن الغاء نتائج استفتاء اقليم كردستان لا زال شرطا لأي حوار مع اقليم كردستان.
واضاف ان "اي حوار لا بد ان يجري تحت سقف ومرجعية الدستور والمحكمة الاتحادية اصدرت حكما بعدم اجراء الاستفتاء مما جعل اجراءه غير دستوري وبالتالي فان نتائجه ملغاة".
ويترقب العراقيون  ما ستؤول اليه المواجهة بين القوات العراقية والاكراد في محافظة كركوك بعد الانذار الذي وجهته بغداد لاقليم كردستان باخلاء آبار النفط فيها، في وقت دخلت واشنطن على الخط للتهدئة.
استعادت القوات العراقية الجمعة دون معارك عدة مواقع سيطرت عليها قوات البشمركة الكردية خلال هجوم تنظيم الدولة الإسلامية في حزيران(يونيو )2014.
وقال مصور فرانس برس ان مدرعات القوات العراقية وهي ترفع العلم العراقي تحتشد على ضفة نهر على اطراف مدينة كركوك، فيما تحشدت قوات البشمركة خلف سواتر ترابية وحواجز اسمنتية عليها رايات كردية على الضفة الأخرى من النهر.
وقال ضابط في الجيش العراقي رفض الكشف عن اسمه، ان "قواتنا لم تتحرك، ونحن بانتظار أوامر من قيادة القوات المسلحة".
وتقدمت الجمعة ارتال من الدبابات والقوات الحكومية اضافة الى قوات الحشد الشعبي الى هذه المناطق الواقعة جنوب كركوك واستعادت عدة مواقع، فيما انسحبت قوات البشمركة دون قتال.
وبدأ التوتر في كركوك منذ اصرار الاكراد على اجراء استفتاء الاستقلال وبقي محافظها في منصبه رغم قرار البرلمان إقالته.
ومن اجل تفادي صدامات مسلحة، امهلت القوات العراقية قوات البشمركة 48 ساعة للانسحاب وتسليم مواقعها للحكومة الاتحادية بنهاية مساء السبت، حسبما اكد مسؤول كردي.
بدوره، قال احمد الاسدي المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي ان "ما يحدث في جنوب كركوك هو وجود قوات نظامية تتحرك وفق القانون وضمن أوامر وتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة وإدارة وسيطرة قيادة العمليات المشتركة".
واضاف "هذه القوة مكلفة إعادة انتشار القوات على ما كانت عليه قبل 9 حزيران(يونيو) 2014".
وتابع "لذلك لن تكون هناك اي فوضى ولا انجرار لصراعات او اشتباكات جانبية  فلا داعي للقلق حيال ذلك سيتم اعادة الانتشار ويعود كل لموقعه السابق ومن يخالف القانون سيحاسب وفقا للقانون".
استغلت القوات الكردية انهيار القوات الاتحادية العراقية في 2014 خلال الهجوم الواسع لتنظيم  داعش على جنوب وغرب العراق، لتفرض سيطرتها بشكل كامل على مدينة كركوك وحقول النفط في المحافظة، وحولت مسار الانابيب النفطية الى داخل اقليم كردستان وباشرت بالتصدير بدون موافقة بغداد. كما سيطرت على مناطق أخرى في محافظات مجاورة.
ونشر الاكراد آلاف البشمركة في المنطقة حول كركوك وتعهدوا الدفاع عنها "مهما كان الثمن".
وقال القيادي في البشمركة كمال الكركوكلي على الجبهة الغربية ان المقاتلين الاكراد "أخذوا كل الاستعدادات الضرورية".
وتابع الكركوكي "نحن جاهزون للمواجهة" في حال كان ذلك ضروريا، مضيفا "اذا ارتكب الجانب الآخر خطأ التقدم، سنلقنهم درسا لن ينسوه بسرعة".
ودخلت الولايات المتحدة التي تنشر قوات مع الجيش العراقي والبشمركة على خط الازمة في محاولة لتهدئة التوتر.
وقال وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس ان بلاده تحاول "نزع فتيل التوتر وامكانية المضي قدما دون ان نحيد اعيننا عن العدو" في اشارة الى قتال تنظيم الدولة الاسلامية.
والتوتر بين حكومة بغداد والأكراد "قديم" ويقع ضمن اولويات وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الذي يدير الجهود لتخفيف حدتها.
وقال الوزير الاميركي ان "القوات الاميركية "تحاول ايضا ضمان استبعاد اي نزاع محتمل".
مع ان حشد القوات جنوب كركوك لم يؤد الى صدامات حتى الان، الا ان حوادث امنية اندلعت في مناطق اخرى من البلاد.
ففي طوز خرماتو التي تبعد 70 كلم عن مدينة كركوك اندلعت اشتباكات بين عناصر من الحشد الشعبي والبشمركة.
وقال شلال عبدول قائمقام البلدة ان "الاشتباكات اسفرت عن اصابة عنصرين من البشمركة وثلاثة من قوات الحشد الشعبي".
وفي مدينة الحلة جنوب بغداد، فجر مسلحون مجهولون مقر شركة كورك الكردية للهواتف النقالة ما اسفر عن أضرار مادية، فيما خطف ثلاثة من العاملين فيها لفترة وجيزة.
وكان قائد قوات البشمركة في محافظة كركوك جعفر الشيخ مصطفى اكد ان قواته "انسحبت من بعض المناطق التي دخلتها عام 2014" مشيرا الى ان "اتصالات جارية مع رئيس الوزراء لمعالجة المشكلة خلال 48 ساعة".-( وكالات)