Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Nov-2018

وزير الحرب - سيما كدمون
 
يديعوت أحرونوت
 
الغد- للحظة نقصت نبضة على القلب: فبداية خطاب نتنياهو أمس في المؤتمر الصحفي في قاعدة رئاسة الأركان ووزارة الأمن، بدت وكأن رئيس الوزراء يوشك على الإعلان عن استقالته. فما كان في صوته من حسم وانفعال المح باننا بانتظار بيان مهم.
فالاستعراض العاطفي لكيفية تكريس حياته من أجل أمن إسرائيل، مع التركيز على محطات حياته- من وحدة النخبة العسكرية "دورية رئاسة الأركان"، عبر اخوة السلاح، شقيقه يوني، الجراحات والعمليات التي عرضت حياته إلى الخطر – كل هذا بدا كتوطئة لإعلان دراماتيكي أكثر بكثير من الإعلان شبه الهزيل عن أن رئيس الوزراء أخذ على عاتقه منصب وزير الأمن.
ولكن هالو، نحن نتحدث عن نتنياهو. فأي استقالة وأي حذاء. ان يستقيل هو؟ بالفعل، بسرعة شديدة تبين ان الاستعراض التاريخي هذا هو مجرد بناء للحقيبة الجديدة.
لا داع. أحد لا يشكك في حق رئيس الوزراء في أن يكون أيضا وزير أمن. فهو ليس أول رئيس وزراء يفعل هذا، واذا كان ينوي نقل حقيبة الخارجية التي يمسك بها إلى وزير آخر، فلا داع إلا يتولى منصب وزير الأمن. ينبغي القول أن هناك غير قليل من الأشخاص ممن تنفسوا أمس الصعداء حين تبين لهم أن بينيت، الذي وعد أول من أمس فقط بانه كوزير للأمن سيقود السفينة وان تحت قيادته سيعود الجيش الإسرائيلي لينتص- لن يحصل على الحقيبة التي طرحها كإنذار على مواصلة مشاركته في الحكومة.
ولكن يتبين ان هذا ليس فقط السبب الذي جعل نتنياهو يأتي إلى المؤتمر الصحفي. فما سمعناه من هذه اللحظة فما بعد هو ليس اقل من خطاب انتخابات، مع كل اللازمات المعروفة لنا لدى رئيس الوزراء. قبل كل شيء، تعظيم ذاته، وهذه المرة عن المناصب التي اداها بنجاح كبير كوزير للمالية وكوزير للخارجية. وحسب نتنياهو، فإن كل الانجازات التي توجد للدولة هي بفضله، ولا يهم كم سنة مرت منذ أن كان وزيرا للمالية، وما الذي بالضبط فعله كوزير خارجية.
من هناك انتقلنا إلى التخويف – لازمة سائدة لدى نتنياهو، فما لمح لنا به في الأسبوع الاخير قاله أمس رئيس الوزراء بشكل لا يقبل التأويل: نحو نسير نحو الحرب. وهذا سيحصل قريبا. قال إن الأمر سينطوي على التضحية، واننا سنتغلب على اعدائنا – ولكن دون أن يقلل من التحدي الذي نقف أمامه. وليس هذا فقط: لديه، لدى نتنياهو، خطة واضحة وهو يعرف ما يعمله ومتى يعمله. بعد لحظة سيطلب منا أن نخرج دفتر يومياتنا وأن نسجل اليوم والساعة.
وكيف يمكن دون أن يدحرج التهمة إلى شركائه الائتلافيين ليبرمان، كحلون، وبينيت وشكيد- الذين قبل زمن قصير من ذلك اعلنوا عن مؤتمر صحفي يلمح باستقالة اخرى من الحكومة – كل من في فترة امنية مركبة بهذا القدر يعنى بالسياسة، بالاعتبارات الشخصية. بينما هو، نتنياهو، يتخذ القرارات بشكل موضوعي، انطلاقا من حرص عميق علينا. للحظة طاب لي ان اصرخ بان يطفيء احد ما الكهرباء عن هذا الخطاب الانتخابي، مثلما فعلوا في حينه لشارون.
بينيت وشكيد يعتزمان اغلب الظن أن يعلنا اليوم (أمس) عن استقالتهما. وبيانهما سينهي حكومة نتنياهو الرابعة. إذا كانت هذه نيتهما بالفعل، فسيكون هذا خطأ كبيرا سيكلفها أكثر بكثير من المسؤولية عن حل حكومة اليمين. للبيت اليهودي، بخلاف الاحزاب الاخرى، ليس هناك مكان آخر يذهب اليه. فليس لهم ائتلاف آخر. بينيت يعمل من البطن. ليس واضحا من تضرر أكثر: من حقيقة أن نتنياهو لم يعينه وزيرا للأمن أم من انه نجح في ان يخدع بينيت حين قال إن ليس لديه مشكلة في تعيينه. بينيت، يشعر على أي حال كطفل ضحكوا عليه. لا بأس. فهو ليس الوحيد.
ما فعله نتنياهو أمس هو مناورة لامعة اخرى قام بها من لا يأخذ أسرى. فقد اثبت مرة اخرى انه في كل ما يتعلق بالأحابيل والمناورات السياسية – فليس له من منافس.
هذه هي احدى الفترات الأكثر تركيبا التي نشهدها، قال أمس، وفي مثل هذه الفترة لا يسير الناس إلى الانتخابات. في منتصف المعركة لا تتم المغادرة. ولا اللعب بالسياسة. أمن الدولة يتجاوز الاعتبارات الشخصية. قلت لكل رؤساء الائتلاف: لا تسقطوا الحكومة ولا سيما في هذا الوقت. شيء واحد فقط لم يقله نتنياهو: لماذا حتى قبل أسبوعين كان هو من بحث عن موعد للانتخابات.