Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Jul-2020

إن هذا العلمَ دينٌ*د.حسان ابوعرقوب

 الدستور

روى مسلم في صحيحه عن محمد بن سيرينَ أنه قال: (إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم) يعني أنّ علمَ الكتاب والسّنة وفهمهما –فيما يعرف بالفقه-هو ما يشكّل دينَ الإنسان ويبيّن طريقة تقربه من ربّه، فعلى العبد أن يأخذ هذا العلم الشّريف من العدول والثقات الذين اشتهروا بين الناس بعلمهم وتقواهم، وليحذر من تسليم عقله وفكره لأهل الأهواء من الذين لا يحللون أو يحرّمون، وكذلك لا يترك عقله فريسة للمُبَدِّعةِ الذين يُبَدّعون خبط عشواء كلّ من خالفهم، ولا يتبع سبيل أهل التكفير؛ لأن اتباعهم عاقبته خُسرا.
من الضروري أن أنبّه على هذه المسألة؛ ذلك لأنّ الفضاء الإلكتروني يغصّ بمن يزعمون أنهم يعلّمون الناس دينهم، ويعقدون الدورات المجانية لذلك، ويرغبون المسلمين بدخولها ليتعلّموا دينهم، وليست تلك الدورات أكثر من طعم يبتغون به اصطياد فريستهم من خلاله، حيث يدسّون سُمّ التبديع والتكفير للطلبة بكلّ احتراف للأسف، ثم يخرج علينا جيل من الجهلة الذين لا يفقهون غير قولهم: أنت مبتدع جزاك الله خيرا، أو أنت كافر بارك الله فيك.
قد يتعذّر أو يتعسر السيطرة على مثل هذه المواقع والدورات المسمومة، لكن نشر الوعي والتحذير منها أمر متاح وسهل وفي متناول الجميع، وهو من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعلينا توعية الناس، فليس كلّ ما يلمع ذهبا، فعليكم بالحيطة والحذر؛ فإن هذا العلم دين.
ومن المناسب أن أذكرَ أنني أتابع اثنين من أهل العلم والفضل، يقدّمان الدّروس الفقهية والشرعية عبر صفحات (الفيس بوك) الأول، اسمه الشيخ الدكتور علي بن إسماعيل القديمي، أتابع شرحه على كتاب (المنهاج) للنووي، وهو في الفقه الشافعي، ويعدّ الكتاب الأهم في المذهب. يمتاز شرح الدكتور علي بالسهولة التيسير والتبسيط والتقريب، حيث يسهل على طالب العلم فهمُ هذا المتن الذي يُعتبر عمدة للمفتي والمتعلّم. والثاني، اسمه الدكتور لبيب نجيب، وأتابع معه تلخيصاته للفقه عبر التقسيمات والتفريعات التي ينشرها على صفحته بعد توضيح ملخص يقدمه لأبيات متن (الزُّبد) في الفقه الشافعي، حيث يقرّب للدارس فهم النص عن طريق حسن التقسيم والتفريع، وإنني أدعو كلّ مهتم أو طالب علم للدخول على صفحة هذين العالمين الجليلين للاستفادة منهما.
الفضاء الإلكتروني واسعٌ جدا، ومُخيف جدا، ومفيدٌ جدا، لكن على الإنسان قبل أن يسبح في هذا الفضاء أن يتعلّم كيف يسبح فيه، وإلا غرق وضاع، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.