Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Oct-2022

في الجيش يلاحقون الأطفال

 الغد-هآرتس

بقلم: هاجر شيزاف 1/10/2022
أمام بيت ريان سليمان، وقف طفل صغير وهو يحمل صورة ريان. “لقد بحثوا عن الأطفال الصغار. دخلوا الى الشارع وبحثوا عن الأطفال الصغار”، قال بغضب. في بيت العائلة التي هي في الحداد، كانت توجد طفلة عمرها 10 سنوات، من أقرباء العائلة، قالت إنها شاهدت الجنود في الشارع من البداية. “الجنود ركضوا ورائي”، قالت وهي ترتجف. لقد كانت تدور بين نساء العائلة في إحدى غرف البيت وهي تلف نفسها بعلم فلسطيني. والدتها التي جلست هناك قالت إن البنات كن يتواجدن في بيت عائلة سليمان وإن الجنود دخلوا الى البيت وأطلعوها على نص بالعربية كتب فيه إن هناك أطفالا يرشقون الحجارة وإنهم يبحثون عنهم. هي حاولت معارضة دخولهم، وقالت إنه يوجد نساء في البيت فقط. هم دخلوا وفتشوا لمدة عشر دقائق. وقد كانوا يحملون البنادق والطفلة بدأت تبكي من الخوف”، قالت.
ريان سليمان الذي كان سيحتفل هذا الشهر بعيد ميلاده الثامن، توفي الأسبوع الماضي أثناء اقتحام قرية تقوع من الجنود الذين كانوا يبحثون عن أطفال، حسب أقوالهم، قاموا برشق الحجارة. والده وجده مستلقيان في الساحة الخلفية للبيت. لا أحد شاهد اللحظة التي انهار فيها. وحسب أقوال عائلته، هو كان طفلا في حالة صحية جيدة وقلبه توقف بسبب الخوف الذي شعر به عندما وصل الجنود الى البيت. حسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن سبب الوفاة هو توقف القلب. وحسب أقوال الدكتور محمد إسماعيل، الخبير في طب الأطفال، الطفل كان بحالة صحية جيدة ولم تكن لديه مشكلات صحية. تقرير تحليل الجثة لم يصل حتى الآن الى العائلة، لكن في الوقت الذي ما تزال فيه الظروف لم تتضح كليا، فإن موته يطرح حقيقة واحدة واضحة، وهي أن الأطفال الفلسطينيين يعيشون في وضع يبعث على الذعر، الذي فيه اقتحام الجيش لبيوتهم وتواجده في شوارعهم وقرب مدارسهم هو أمر روتيني.
ياسر سليمان، والد ريان، قال إن ابنه عاد يوم الخميس من مدرسة القرية، هناك هو يتعلم في الصف الثاني، بعد أن جرت فيه مأدبة مشتركة واحتفالية لأولاد الصف. “هو كان مسرورا”، قال الأب. بعد دقائق، تقريبا عند الحادية عشرة ظهرا، سمع ياسر ابنه وهو يصرخ في الوقت الذي كان فيه يقف على نافذة صالون البيت في الطابق الثاني المطل على الشارع. “لقد صرخ بأن الجيش يطارد الأطفال”، قال. وأضاف ياسر أنه وصل الى النافذة التي كان ابنه يقف عليها وشاهد ثلاثة جنود وهم يطرقون على أبواب بيوت الجيران؛ حيث إن الكثيرين منهم ليسوا من أبناء عائلته، ودخلوا الى بعض هذه البيوت. وقد سمع جندي وهو يصرخ على شقيقته التي كانت تعيش في بيت مجاور.
عندما طرق الجنود على باب بيته نزل ياسر إليهم. “الجنود قالوا إنهم يريدون أن ينزل أولادي، وإنهم هم الذين رشقوا الحجارة في الشارع”، قال. وحسب أقوال الأب، هو قال للجندي إن أولاده لم يقوموا برشق الحجارة. والجندي وصفه بالكذاب. هو قام باستدعاء ولديه خالد وعلي (12 و11 عاما)، ونزلا الى الأسفل. حسب قوله قام الجنود باستجواب ولديه مدة عشر دقائق في ساحة البيت في الخارج واتهموهما برشق الحجارة. وعندما قال الولدان إنهما لم يرشقا الحجارة، صمم الجنود على أنهما هما اللذان فعلا ذلك.
بعد مغادرة الجنود، خرج الأب من بيته وذهب الى بيت شقيقته ليعرف ما الذي حدث هناك. وأثناء تواجده هناك، استدعته إحدى الجارات وقالت له إن ابنه مرمي على الأرض قرب البوابة الخلفية للبيت. هو وصل الى هناك بسرعة. “رأيت ريان وهو ملقى على وجهه. حملته بين يدي ولم أشعر بنبضه. صرخت من أجل إحضار سيارة. قمنا برش الماء على وجهه ولكنه لم يتحرك”. قاموا بنقله الى العيادة المحلية ومن هناك الى المستشفى، حيث هناك تقررت وفاته. “في الطريق شاهدنا الجنود. توقفنا وأنا قلت لهم إن ذلك حدث بسببهم. أحد الجنود صرخ علي وأشار لي بيديه بأن هذا لا يتعلق به”، قال الأب.
حسب أقوال ياسر، لم يشاهد أحد اللحظة التي انهار فيها ابنه. ولا أحد يعرف إذا كان قد تواجد جنود في المكان عند حدوث ذلك. وقال أيضا إنه غير متأكد في أي مرحلة نزل ريان الى الساحة. ما يعرفه بوضوح هو أن ابنه قد خاف من الجيش. “بسبب الخوف هو أصبح شهيدا”، قال. “قبل بضعة أسابيع، استيقظ ريان في الليل عندما دخل الجيش الى الحي. هو جاء إلي وأيقظني، وقال أبي، الجيش هنا”، تذكر. وقد حضر الجنازة أبناء صف ريان والمعلمات. “هو كان يحب المدرسة والكتب والرياضة والكتابة جدا. أنا لا أصدق حتى الآن أنه غير موجود. أنا أعتقد أنني سأنزل الى الطابق السفلي وسأجده فيه، في البيت. غرفة نوم ريان عادية جدا، الحيطان فيها مكشوفة، توجد فيها ثلاثة أسرة لريان وخالد وعلي. الأب قال إن أخويه أيضا لا يستوعبان ولا يدركان بعد بأن شقيقهما لن يعود”. وقد جاء من الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أنه “في يوم الخميس الماضي، عدد من المشبوهين قاموا برشق الحجارة على المدنيين في محور حركة رئيسي قرب قرية تقوع في منطقة اللواء القطري عصيون. جنود الجيش بحثوا عن المشبوهين الذين هربوا الى داخل القرية. وأثناء التفتيش لم تكن أي مواجهات ولم يتم استخدام السلاح أو وسائل تفريق المظاهرات. من الفحص الأولي تبين أنه لم يتم العثور على أي صلة بين موت القاصر وبين نشاطات الجيش في المنطقة. ظروف وفاة القاصر يتم فحصها”.