Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Jun-2019

تمسّكوا بالعقول العربية*أحمد الحناكي

 الحياة-ما الفارق يا ترى بين العقل العربي والعقل الغربي؟ لا شيء طبعاً. السؤال هو: لماذا نسمع عن اختراعات الغرب الهائلة ولا نسمع عن ذلك في عالمنا العربي؟ لماذا كل العقول التي بزغت في الحقول العلمية برزت فقط في الغرب؟ أو لعل السؤال هو: لماذا هذه العقول لا تبزع إلا في الغرب؟ وهناك من سيسألني: من قال لك ذلك؟

 
أرسل إلي أحد الأحبة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي شيئاً من معاناة الدكتورة بسمات المعلم وهي صاحبة سيرة ذاتية باذخة أختصرها بالآتي:
 
في عام 2016 حققت إنجازا علميا كمبتعثة بحصولها على "جائزة أفضل بحث على مستوى أوروبا" في فئة أبحاث طب العيون المقدمة من "منظمة دعم أبحاث أمراض العيون الأوروبية"، نظير اكتشافها طفرات وراثية جديدة تتسبب في إصابة العيون بمرض الرأرأة الخلقي، وهو شكل من حركات العين اللاإرادية والتي تؤدي إلى خلل الرؤية وضعفها لدى الأطفال.
 
 
نالت المعلم شهادة الدكتوراه في تخصص أمراض العيون الجينية من "جامعة جنت" البلجيكية، وهي تقول إن أطروحتها استغرقت مدة عامين، وبعد الانتهاء منها تم نشرها في مجلة طب العيون الأميركية، وهي مجلة علمية محكمة تحتل المرتبة الخامسة عالمياً على مستوى المجلات العلمية (ISI web of knowledge) وفق الوكالات الإخبارية.
 
وشملت دراسة المعلم فحوص إكلينيكية لحالات مرضية واستخلاص الحمض النووي ودراسة الطفرات المسببة للمرض، وتحديد مدى خطورتها، وكيفية الحد منها.
 
يذكر أن المبتعثة بسمات المعلم حازت على جائزة بقيمة 8500 يورو، إضافة إلى حصولها على لقب "أفضل محاضرة" من حيث الأداء والمحتوى، ونيلها على جائزة بقيمة 1000 يورو. وعلى رغم كل هذا التألق، تتعرض المعلم لمعاناة لا يمكن لأحد أن يواجهها في أي بلد يضع التفوق العلمي نصب عينيه.
 
العالم المصري الراحل أحمد زويل الحاصل على "جائزة نوبل" في الكيمياء، ذهب إلى أميركا بعد أن كان معيداً، ثم حصل على الماجستير في العلوم من "جامعة الإسكندرية"، ليذهب بعدها في منحة دراسية حصل بنتيجتها على الدكتوراه. بعدها، لم يعد زويل إلى مصر إلا لفترات وجيزة، منها في عام 2012 خلال ترشحه للانتخابات في "جامعة الإسكندرية"، وربما قدّر أن البيروقراطية، قد تعيق استمراره في بلده كونها الخصم اللدود لكل نجاح.
 
الدكتورة بسمات المعلم هذه الشابة السعودية الناجحة تعاني من الهيئة السعودية للتصنيفات الصحية. وعلى رغم أني لست طبيباً، وفهمي لمثل هذه المشاكل أقل من المطلوب، لكنني أقول من هذا المنبر: إذا كان لدينا سعوديات أو سعوديون بهذا الإبداع والموهبة، فلِمَ "نكسر مجاديفهم" بطلبات من الممكن أن تقوم "الهيئة" ذاتها بمعالجتها، بينما يتفرغ هؤلاء المبدعون لأبحاثهم؟