Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Apr-2019

الخطر الأكبر، وسياسات الإلهاء*إسماعيل الشريف

 الدستور-حكمنا سيبدأ في اللحظة ذاتها حين يصرخ الناس الذين مزقتهم الخلافات وتعذبوا تحت إفلاس حكامهم – وهذا ما سيكون مدبرا على أيدينا- فيصرخون هاتفين اخلعوهم وأعطونا حاكما عالميا واحدا يستطيع أن يوحدنا ويسحق كل أسباب الخلاف من قوميات وأديان وديون دولية ونحوها، حاكما يستطيع أن يمنحنا السلام والراحة – البروتوكول العاشر، برتوكولات حكماء صهيون 

قد هذا يفسر ما يحدث في السودان والجزائر وقبلهما في دول عربية عديدة!
في العسكرية يحذر القائد جنوده من تشتت الانتباه بحيث يغفلون عن هدف خطير بعيد حين يتعاملون مع هدف قريب لا يشكل خطرا، ويعلم القادة أن الجنود بطبعهم يفضلون التركيز على أخطار بسيطة يستطيعون التعامل معها بدلا من أخطار كبيرة معقدة، وهنا يأتي دور القيادات.
للأسف في عالمنا العربي فهذه القيادات في معظمها غائبة!
أحد الأمثلة الواضحة على تشتيت الانتباه ما حصل في العراق حين احتل الأمريكان بغداد عام 2003، الخطر الأكبر كان سقوط أهم دولة عربية وسرقة كل خيراتها وتفكيك ترسانتها العسكرية، ولغاية كتابة هذه المقال فمن غير المعروف كم ينتج العراق من نفط وأين يذهب هذا النفط، والناس انتباههم مشتت عن هذا الضياع نحو خطر آخر هو الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة التي لم تكن مطروحة قبل الاحتلال.
برأيي داعش كانت إحدى الأخطار، كان المقصود منها استنزاف الدول العربية لتكون جاهزة مستسلمة للمرحلة القادمة، فيما كان الخطر الأكبر احتلال المزيد من الدول العربية.
وهذه الأيام فإن الخطر الأكبر هو الصهيونية، فنحن على أعتاب مرحلة جديدة يصبح الكيان الصهيوني هو القوة الوحيدة المهيمنة في المنطقة والحاكم الجديد الأوحد، بعد تصفية كاملة للقضية الفلسطينية، ومصادرة خيرات المنطقة وإفلاس العالم العربي وتفريغه فكريا ودينيا وأخلاقيا، ومع هذا نتشتت في أخطار أقل تأخذ كل تركيزنا من الصراع الفارسي العربي ثم التركي العربي ثم العربي العربي، ثم هذه الثنائيات التي تعيد تدوير الأوس والخزرج في كل العالم العربي، من بيادة وخرفان ومسيحي ومسلم وشرقي وغربي، ثم هنالك الأوضاع الاقتصادية الصعبة وإلهاء المواطن العربي في لقمة العيش وهذا شيء نعيشه يوميا.
وللأسف فهنالك جوقة تعمل لتنفيذ هذا كله من الذين يبثون الكراهية بين المذاهب والأديان بين أبناء الوطن الواحد ووسائل الإعلام التي تلهينا في قضايا عديدة متناسية القضايا الأساسية، وهنالك بعض المدارس والجامعات التي تشطب كل ما يتعلق بالصراع الحقيقي بين الاحتلال والمقاومة، وهو صراع وجودي، هذا التعليم المفرّغ من أية مضامين سياسية ويهدف لتخريج أشباه متعلمين، ثم هنالك المنح الدسمة الموجهة لهدم الأسرة وتشجيع الشذوذ وتفسيخ المجتمعات، وهنالك الفيسبوكيون والمدونون الذين ينهشون ثوابتنا الوطنية.
إذن ماذا نحن فاعلون؟ علينا بداية أن نعرف ما يجري وأن نحدد عدونا الأول وأن نحصن عائلاتنا وأن لا نلتهي بمعارك طائفية مصطنعة.
ثم علينا أن نقف مع أوطاننا وأن نحافظ عليها ونضغط للإصلاح دون المساس بمؤسسات وهيبة الدولة والمكتسبات المتحققة.
يعرف جلالة الملك الأخطار الكبيرة القادمة لذلك اتخذ موقفا واضحا حازما من تصفية القضية الفلسطينية والاستيلاء على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، ويقف خلفه شعب واعِ بالأخطار المحدقة، وبإذنه تعالى سيكون الملك وشعبه سدا منيعا في وجه هذه المخططات الصهيونية.