Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Apr-2019

حابس*عبدالهادي راجي المجالي

 الراي-....احتفلت أمانة عمان بالذكرى الـ (18) لوفاة المشير حابس المجالي...شكرا لأمانة عمان وأمينها البار، والشكر موصول للزميل مهند المجالي مدير دارة حابس المجالي.. والشكر موصول أيضا لكل قلب أردني مازال وفيا لحابس وزمنه وخيله ومعاركه.

 
والسؤال.. لماذا كلما مرت الأيام يزداد ذكر حابس، أليس من المنطق أن تطوي الأعوام الذاكرة ويبقى موقع حابس في الكتب فقط؟... كنت أتذكره حين يأتي إلى الربة، وشماغه مائلا فوق الرأس.. وصوته يهدر مثل دبابة، تأهبت للاقتحام.. كنت أتذكر وجهه الأردني، وبريق العيون..وأشعر بأنه بندقية مازالت ترمي، أو أنه جبل من الصخر... وأتذكر لهجته البدوية، وطلته... وأتذكر أن جدائل الأردنيات طارت شوقا إليه، حين كانت النار تحرق كل شيء.. وماخاف المشير من النار أبدا وقهرها وحمى الجدائل..., وقتها كنا أطفالا نلهو، لكن حين يأتي المشير كنا جميعا نجلس في بيت الشعر، ونراقب وجهه.. وكل واحد منا كان ينظر إليه أنه والد العائلة، وجد الجميع.. وأن كلامه دستور العشيرة وقانونها.
 
سأجيب على السؤال الذي طرحته في البداية، كلما أوغلت الدولة في الليبرالية والتكنوقراط.. وما يسمى بمواكبة العصر، وأوغلت في اللغة الإلكترونية... وفي التحالف مع شهادات (هارفرد).. أوغلنا في عشق حابس وكأنه لم يمت، لأن حابس لم يكن رجلا في مرحلة..وإنما كان التعبير الحقيقي عن الهوية الأردنية...ولهذا يقدم هذا العظيم ويقدم معه وصفي التل كتعبيرات راسخة وقوية عن هويتنا.
 
والغريب أن حابس أصبح، رمزا للجيل الجديد الذي لم يتجاوز عمره (العشرين) عاما بعد، ففي الوقت الذي تأخذه مشاريع الدولة، للحوارات الشبابية، ولسبر أغوار التكنلوجيا، والمشاريع الريادية..يعود ابن العشرين عاما إلى منزله، كي يضع صورة حابس المجالي على (بروفايله) في الفيس بوك..ومن ثم يلحقها بقصيدة له مطلعها: والبارحة وانا جالس..رن الجرس يخطر الشونة
 
يا حابس قوم كلم الهاتف..واسرارا بالقلب مكتومة
 
هذا يدل على أن الشعب الأردني، لايترك هويته أبدا، حتى وإن حاول العالم كله شطبها أو تمييعها..في ذات الوقت، الفلسطيني أيضا متمسك بهويته، وهي الطريقة الأقوى لجعل القضية حية، ولأجل استمرار الكفاح في سبيل وطن وحرية وعاصمة.
 
كنت أتمنى من القائمين على وزارة الثقافة، أن يقرأوا أمين معلوف «الهويات القاتلة، وأن يدركوا معنى تهديد الهوية، وكيف تصبح قوية حادة.. حين تخضع لمحاولات الشطب أو التهديد.. بدلا من تأسيسهم لمؤتمرات الحديث العابر، أو توصيات تكتب على الورق وحده دون أن يقرأها أحد، كنت أتمنى أن يفهموا سبب تعلق هذا الجيل بوصفي وحابس، وأن يؤسسوا.. مشروعا وطنيا حقيقيا... يزرع في القلوب شخصية حابس كي يتمثلها كل شاب أردني.
 
وستبقى حابس (ابو سطام)...ستبقى الأكبر من الليبرالية، وستبقى أعلى من كل مشاريع التكنوقراط.. وأنت أهم مما يسمى الشفافية والعدالة.. وهي في ذاتها كلها إنشاء بيروقراطي تصيغه الحكومات، وستظل الجبهة العالية... والإنجاز الذي سطرته البندقية والمعركة، في حين أن إنجازاتهم عرضت عبر (الداتا شو) فقط... ستبقى كذلك، لأنك الهوية.. الهوية التي لا تقبل الشك أو الشطب أو الإلغاء.