Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Dec-2018

الحلف الجديد..وأهدافه!! - صالح القلاب

الراي - إذا صحت المعلومات التي نُسبت إلى إسرائيل، ويبدو أنها صحيحة، بأن هناك، اتصالات متقدمة لإقامة محور إقليمي رباعي يضم إسرائيل واليونان وقبرص والولايات المتحدة مضاد للمحور الروسي – التركي في المنطقة فإن هذا يعني أن الصراع في سورية وفي الشرق الأوسط وشمالي البحر المتوسط سيأخذ أبعاداً جديدة وأن نهايته لن تكون قريبة وأن الاستقرار في هذا البلد العربي، أي سورية، لا يزال بعيداً وإن نهاية أزمته ليست قريبة كما يشاع ويقال.

ولعل ما يدعو إلى الاستغراب أن هذا «التمحور» الذي يجري الحديث عنه يضع دولتين أرثوذكسيتين أي مسيحيتين شرقيتين مقابل روسيا الأرثوذكسية التي هي مقر الكنيسة المسيحية الشرقية وزعيمتها وهذا مضاد لطبيعة التمحورات التاريخية حيث بقيت اليونان وبالطبع معها قبرص حليفاً للروس إن في عهد الاتحاد السوفياتي وإنْ في هذا العهد الذي أعاد لموسكو مركزيتها وأهميتها الدولية!!.
والغريب أنَّ الأتراك في هذه المرحلة الأردوغانية المتقلبة الأطوار قد أصبحت تابعاً لروسيا العدو التاريخي ومتحالفة معه رغم أن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين أصبح رقماً رئيسياًّ في معادلتها الإقليمية والداخلية أيضاً ورغم ما بين تركيا والروس وفي كل العهود ما صنع الحداد وأنَّ بوتين حتى يتمكن من ترسيخ نفوذه في هذه المنطقة قد بادر إلى إضعاف دولة رجب طيب أردوغان وجعلها تابعة له مثلها مثل سورية في هذا العهد غير المأمون الذي حول هذه الدولة العربية «القطر العربي» إلى دويلة بائسة ممزقة، القرار الفعلي فيها لجنرال إيران قاسم سليماني.
ويقيناً أنه عندما يبادر الأميركيون إلى نسج عرى هذا الحلف مع اليونان وقبرص وإسرائيل فإنهم يريدون أن يشددوا قبضتهم على شمالي البحر الأبيض المتوسط الذي تعود أهميته إلى أنه ليس حسب التقديرات وفقط وإنما حسب المعلومات المؤكدة أنه يشكل خزاناً هائلاً للنفط والغاز وأن الصراع عليه سيأخذ أشكالاً مرعبة من الصدامات التي لا شك في أن كل ما جرى في سورية ولا يزال يجري وهو سوف يستمر ولسنوات طويلة يأتي في إطارها وبداية لها.
والمشكلة هنا أن «السيد» رجب طيب أردوغان وضع بلده ووضع نفسه في المعادلة الخطأ إذْ أنه كان عليه أن يحافظ على وحدة تركيا ويبعد عنها كل احتمالات التشظي والانقسام بأنْ لا يسمح لروسيا أن تثبت أقدامها في هذه المنطقة الاستراتيجية وأنْ يقود حلفاً من «حلفاء حقيقيين» لمنع الإيرانيين من التغلغل في العراق والسيطرة على سورية ..وأيضاً، وهذا مهم جداًّ، أن يعزز المكانة التركية في حلف شمالي الأطلسي وألا يبتعد كل هذا الابتعاد عن الولايات المتحدة الحليف القديم للأتراك منذ بدايات الحرب الباردة وصراع المعسكرات!!.
alanbat_press1@hotmail.com