Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Oct-2017

رسائل الملك الإنسانية من بلدة المشارع
رأينا
الراي - زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني يوم أمس لبلدة المشارع في الاغوار الشمالية, رغم أنها تندرج في اطار نهج التواصل والمتابعة الحثيثة الذي كرّسه جلالته في المشهد الوطني منذ تسلّمه سلطاته الدستورية, الا أنها زيارة ذات طابع خاص مثقل بالعاطفة الابوية والحرص على شريحة فقيرة من ابناء الوطن يعاني ابناؤها وأسرها من ارتفاع معدلات الفقر والبطالة ووجود حالات اعاقة متنوعة نتيجة لاسباب صحية ووراثية.
 
من هنا كانت زيارات جلالته الميدانية لأسر عديدة في البلدة واطلاع عن كثب على احوالها وما تعانيه من فقر وأحوال اقتصادية ومعيشية صعبة فضلاً عن وجود معاقين في داخلها, رسالة ملكية واضحة لا تحتاج الا للتدقيق في مراميها والعمل وفقها من قبل كل من يعنيهم الامر في هذا البلد سواء الحكومة وأجهزتها ذات الصلة بهذا الواقع المؤلم الذي تعيشه بلدة المشارع ما يفرضه ذلك على المسؤولين ذوي الصلة بأن ينهضوا بواجباتهم الوظيفية والاخلاقية أم في القطاع الخاص الذي تفرض عليه المسؤولية الوطنية أن يلتفت الى هذه البلدة وغيرها وأن يقوم بواجبه تجاههم بعيداً عن أي حسابات مالية أو نظرة ربحية أو دعاية.
 
جلالة الملك الذي زار جمعية اصحاب الهمم للمعاقين واستمع الى ايجاز من رئيسها عن الخدمات التي تقدمها الجمعية والصعوبات التي تواجهها في ظل وجود اعداد كبيرة من حالات الاعاقة في المنطقة بدا عليه لمن شاهد وقائع زيارة جلالته التأثر الشديد موجهاً في شكل سريع بتوفير مستلزمات الجمعية واحتياجاتها من اجهزة علاج طبيعي وكراسٍ متحركة والعاب اطفال واجهزة حاسوب اضافة الى اجراء صيانة عامة لمبنى الجمعية كي تتمكن من مواصلة دورها الانساني في رعاية الفئة المستهدفة وخدمة المجتمع..
 
جولة جلالة الملك الواسعة على مختلف بيوت ومدارس بلدة المشارع اسهمت في الاضاءة على احوال هذه البلدة التي يجب أن تكون في بؤرة الاهتمام الرسمي والشعبي نظراً الى حاجة أهاليها الى الدعم والمساعدة والوقوف الى جانبهم لتجاوز احوالهم الصعبة التي يجب أن تقلق كل مواطن ومسؤول في هذا البلد, وبخاصة ان جلالة الملك شاهد عن كثب هذه الاحوال وأمر بتحسين الواقع المعيشي لهم والنهوض بمستوى الخدمات المقدمة لرعاية المعوقين في المنطقة, اضافة الى امر جلالته بانشاء مركز تنموي لرعاية وتأهيل المعاقين وفق أعلى المواصفات, على أن يتم انجازه بالسرعة الممكنة, لتقديم افضل خدمات الرعاية لمختلف انواع الاعاقات, ناهيك عن ايعاز جلالته بدراسة أوضاع المعاقين في بلدة المشارع والعمل على تقديم خدمات الرعاية النوعية لهم من خلال المؤسسات المعنية, في الوقت نفسه الذي أمر فيه جلالته ببناء ستة عشر منزلاً للأسر الأشد فقراً وصيانة عدد من المنازل وتقديم مساعدات لعدد من الأسر التي يعاني بعض أفرادها من اعاقات مختلفة..
 
آن الاوان لأن ينهض كل مسؤول مهما كان موقعه وصلاحياته بما يفرضه عليه واجبه, وليس ابداء الحماس بعد أن يكشف جلالة الملك ويكتشف في جولاته حجم التقصير تجاه الشريحة الأكثر فقراً في مجتمعنا والوقت قد حان لوضع خطة شاملة لتحقيق تنمية مستدامة في بلدة المشارع وغيرها من البلدات التي تعيش ظروفاً مماثلة, خطة تضمن ايجاد حلول للتحديات التي تواجهها وتوفر فرصاً اقتصادية لسكانها من خلال تقييم شامل للفرص المتاحة في المنطقة والاستفادة من الموارد المتوفرة فيها والميزات التي تتمتع بها بالتعاون مع المجالس المنتخبة والمجتمعات المحلية.