Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Dec-2017

ليبرمان يعض.. والنباح مهم أحيانا - أفيعاد كلاينبرغ

 

يديعوت أحرنوت
 
الغد- ثمة شيء ما متعب في محاولة لصدم الجمهور بالنسبة للظواهر التي اصبحت عادة. مهما كتبت، مهما نبحت، القافلة ستمر. ماذا يعني القافلة تمر؟ فالقافلة مرّت. عما يتحدث، يتساءلون. عن تصريح أفيغدور ليبرمان في الكنيست: "كل اعضاء القائمة المشتركة هم مجرمو حرب... يستغلون نقاط الضعف والمزايا في الدولة الديمقراطية، كي يدمرونا من الداخل... انتم هنا بالخطأ وسيكون وقت لن تكونوا فيه هنا".
هذا كل شيء؟ ما هو الجديد في ذلك؟ تتساءلون. بالضبط، لا جديد. اذا عدنا إلى مجاز الكلاب، فإن اقوالا من هذا النوع هي "كلب يعض رجلا". أمر عادي. ولكن الاحساس بان مثل هذه التصريحات هي "مجرد كلمات" هو عرض لمرض ليس الكلمات سوى أحد تعابيره. الديمقراطية في نهاية المطاف هي حكم تعزى فيه أهمية للكلمات – للحق في قولها، للحاجة إلى جدال حولها ولاختبارها حيال الأفعال. للخطر الكامن فيها. الديمقراطية التي يبدو ظاهرا أن وزير الأمن يدافع عنها ضد الاعداء من الداخل، تتضعضع اكثر من التصريحات التي تضعضعها "من فوق". (من الفخامة، من الاجماع) مما تتضعضع من صراخات الاحتجاج من تحت – من المكان الذي على أي حال لا يستمع فيه اليها سوى القلة.
ليبرمان لا يريد أن يدمر دولة إسرائيل. فهو مسؤول عن أمنها، من جهة اخرى يريد أن يدمر الديمقراطية – وهو فخور بذلك. هو وكثيرون جدا معه، لا يرون مشكلة في تصريحات منفلتة العقال اكثر فأكثر ضد الاقلية، ضد ممثليها الشرعيين وضد الديمقراطية التي تقدس حق الاقلية وتحاول منع الاغلبية من التعاون معها بطرق الطغيان. معظم الجمهور لا ينصدم: إما أنه يوافق، أو أنه يهز كتفيه بعدم اكتراث، مثلما يفعل حيال هتافات "الموت للعرب" في مباريات كرة القدم. روتين.
قبل أن نعود إلى الروتين، من المهم أن نقول كلمات اخرى. القافلة ربما تكون قد مرت، ولكن احيانا من المهم ان ينبح حتى دون جدوى – ان ننبح لاسباب مبدئية. وبالفعل، ما الذي ليس على ما يرام في أقوال ليبرمان؟ ها هي بضعة امور. القول الاول هو ان "كل" النواب من القائمة المشتركة هم "مجرمو حرب". ليبرمان لا يميز بين حنين الزعبي وأيمن عودة أو بين جمال زحالقة واحمد الطيبي. برأيه الفوارق بينهم لاغية ملغية، ومحاولة التمييز بينهم زائدة. العربي هو عربي. والعربي جيد كما هو معروف. حسنا، على الاقل ليس في الكنيست. القول الثاني هو ان النواب العرب مذنبون بـ "جرائم حرب". يدور الحديث عن تصنيف خطير على نحو خاص للجرائم التي لا ينطبق عليها التقادم ويمكن محاكمتها حتى بعيدا عن ساحة الجريمة.
بشكل عام يتهم بمثل هذه الجرائم قادة مدنيون وعسكريون. في إسرائيل ليبرمان، من هو مذنب بجرائم الحرب ليسوا سادة الحرب المحليين بل ممثلو أقلية صغيرة تعمل في الكنيست في إطار القانون. هؤلاء الاشخاص ("كل" هؤلاء الاشخاص) – الذين في اسوأ الاحوال يمكن اتهامهم بدعم سياسة لا تروق لوزير الأمن وليس فيها، بعد كل التحقيقات والمطالبات، اي خرق للقانون – هم "مجرمو حرب". ليبرمان لم يفصل قائمة جرائمهم، ولكن يخيل أن الجريمة الاساس هي تلك المحاولة التي تتهم فيها الانظمة السلطوية، في كل مكان وزمان، خصومها "بالتدمير من الداخل".
ما كان ليبرمان بحاجة لان يقول الأمور بصراحة. فالعرب، مثل الاقليات الاخرى من عهود غير بعيدة، هم طابور خامس. سرطان في جسم الأمة. مجرد وجودهم وبالتأكيد، تطاولهم الوقح لان ينتخبوا لأنفسهم ممثلين عنهم كما يشاءون، هم مثابة مرض في الجسم السليم للأغلبية. وهنا تأتي النتيجة "انتم هنا بالخطأ، وسيأتي زمن لن تكونوا فيه هنا". من هم "انتم"؟ النواب أم العرب بشكل عام؟ واين بالضبط هذا الذي "هنا"؟ في الكنيست أم في دولة إسرائيل؟ وكما يذكر فإن ليبرمان لم يكلف نفسه عناء الشرح. الفاهم يفهم. هل انتم فهمتم هذا؟
النواب العرب يعملون حسب القانون وفي اطار القانون. وهم يمثلون الديمقراطية. اما ليبرمان فيحرض ويهدد من على منصة الكنيست. هو تهديد على الديمقراطية. من المهم التفكير في هذا قبل أن ننتقل إلى ما بعد ذلك.