Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Dec-2017

التخلي عن اليهود - حيمي شليف - نيويورك

 

هآرتس
 
الغد- رئيس الحركة الإصلاحية، ريك جايكوبس ألقى يوم السبت خطابا متميزا لم يحظ بالاهتمام الذي يستحقه. فقد سأل جايكوبس الستة آلاف مبعوث الذين وصلوا إلى بوسطن للمشاركة في المؤتمر الذي يتم عقده كل سنتين للإصلاحيين، إذا كانت علاقاتهم مع إسرائيل قد كسرت. وأجاب بالنفي، لكن سؤاله دوى أكثر من اجابته. جايكوبس يعرف أن هناك أزمة عميقة في علاقة الإصلاحيين بشكل خاص واليهود الليبراليين بشكل عام مع إسرائيل ومع قيمها ومن يقف على رأسها، بنيامين نتنياهو. فسياسة نتنياهو وعلاقته بهم مزقت قلوب أميركيين كثيرين.
النتيجة هي اليأس والتشويش الذي لا مثيل له منذ سنوات، ربما منذ حرب الايام الستة ومنذ اقامة الدولة. اليهود الليبراليين لا يعرفون الموازنة بين إسرائيل العادلة والمتنورة نظريا وبين إسرائيل الاستيطانية والمتدينة عمليا. فهم غير مستعدين لمواجهة إسرائيل نتنياهو، التي تذكرهم بأميركا دونالد ترامب التي لا يتحملونها أيضا. وهم غير مستعدين لدفع ضريبة كلامية لرئيس الحكومة الذي عين نفسه زعيما للشعب اليهودي، إلى حين تبين أن زعامته تقتصر على اليهود الذين يؤيدونه. وهم غير مستعدين للعفو عنه على السكين التي غرسها في ظهورهم من خلال الغائه لاتفاق حائط المبكى وعلى عدم بذل الجهود لانقاذ هذا الاتفاق، بعد أن ادرك شدة الضرر. وهم لم يعودوا مستعدين للدفاع عن إسرائيل دون الشعور بأنهم يكذبون على أنفسهم.
النتيجة هي أن اليهود الليبراليين الذين يشكلون الاغلبية الساحقة من يهود أميركا يفضلون الحديث عن أي موضوع في العالم باستثناء الحديث عن إسرائيل. فإسرائيل تثير عدم راحتهم. ويعتقد جايكوبس أنه يجب على حركته رفع راية الاخوة والمساواة والعدل، كي تعيد جذب الجيل الشاب اليها الذي ترك الطقوس اليهودية للآباء وهو يحتقر سجودهم الاعمى لإسرائيل. هو وآخرون يعرفون أن بذل الجهد لجعل إسرائيل محبوبة من قبل أبناء جالياتهم، وهي الدولة التي يحكمها الحريديم والمستوطنون ورئيس حكومة ساخر، محكوم عليه بالفشل مسبقا.
الامر يتعلق بأحد أخطاء نتنياهو الكبيرة، لا سيما على خلفية فهمه الظاهري ليهود أميركا وتقديره لهم. لقد قرر نتنياهو وهو مجرور من أنفه من قبل سفير إسرائيل لليمين المتطرف والواهم، رون ديرمر، أنه في عهد ترامب يمكنه التنازل عن لوبي يهودي ليبرالي والاعتماد على الافنغلستيين وشلدون ادلسون. لقد تم اقتباس نتنياهو في "المصدر الاول" وهو يقول إن الاصلاحيين والمحافظين سيختفون بشكل تلقائي بعد جيل أو جيلين؛ أي أن الامر لا يستحق بذل الجهود لانقاذهم. هذا الامر يتعلق بموقف واضح مناهض للصهيونية واليهودية، والفظيع في هذا الموقف هو أنه غير مفاجئ.
ما الغريب في أن اليهود يشعرون الآن أنهم متروكون ومعزلون. لقد خانهم، اليمين صنفهم، ومع اليسار الإسرائيلي دائما كان يصعب عليهم ايجاد لغة مشتركة. اضافة إلى الاحتلال الذي يعارضونه والديمقراطية الإسرائيلية التي يقلقون على حصانتها وحكم المتدينين الذي يشمئزون منه، فإن يهود أميركا فزعون الآن من العلاقة الحميمية بين نتنياهو وإسرائيليين آخرين وبين من يكرهون ترامب الذي يعتبر خطرا واضحا وفوريا على معتقداتهم وقيمهم. اذا كانت لترامب ونتنياهو قيم مشتركة، يقولون، فلا يجب أن يكون لنا أي دور معهم. بعد عشرات السنين من دعم إسرائيل والايمان بها اكتشف يهود أميركا الليبراليون أن يهوديتهم المتنورة وقيمهم السامية ليس لها شريك في الجانب الإسرائيلي. إن اصلاح عالمهم يجب عليهم القيام به وحدهم.