أمنون لورد

 

8/2/2019

 

هذا هو بيني غانتس. درسه من فك الارتباط (بقطاع غزة) تربويا، لا أمنيا ولا سياسيا. فعلنا هذا بشكل جيد، وسنواصل فعل هذا بشكل جيد. واضح أنه يوجد دوما مقطع ما ارشيفي يربط بنيامين نتنياهو بكل شيء. للوائح الاتهام مثلما لفك الارتباط أيضا. بشكل عام، في كل أيام السنة، نتنياهو هو يميني متطرف بل وفاشي؛ ولكن عندما يريدون مواصلة تصميم مستقبلنا بشكل احادي الجانب، بمعنى السير نحو انسحاب احادي الجانب آخر، فيستندون مرة إلى نتنياهو، اليساري العظيم. من حيث الحقائق فإن المعطى الهام هو أن نتنياهو استقال من الحكومة قبل تنفيذ فك الارتباط ورفض دعم زعامة شارون. 

مقابلة غانتس مع شلومو آرتسي وحانوخ داوم تبث رغبة في التموضع في وسط الاجماع الذي يثير حنين الإسرائيلي المتماثل مع شلومو آرتسي. فسلوك غانتس في المقابلة مع آرتسي وداوم هو وليد دخول أول، إلى بلاد مزروعة بالالغام بلا خريطة طرق. 

كنت أفضل التصويت لحزب برئاسة شلومو آرتسي ويردينا أرازي بدلا من حزب برئاسة غانتس. لقد كان هذا سقوطا بالتلميح لطريق فك الارتباط. هذا القول يدل على أنه رغم نفيه، فإنه يوجد في عالم المفاهيم والسياسة لمنظمة “قادة من أجل امن إسرائيل” وايهود باراك. 

حتى هذه المقابلة تصرف بيني غانتس مثل سيارة بجهاز التحكم عن بعد. كل مشهد ظهر فيه امام الجمهور والاعلام يتم انتاجه واخراجه حتى آخر التفاصيل. فهو يعرف أي اسئلة عفوية سيسأله الجمهور المنتقى الذي سيلتقيه في مكان معين؛ وهو يخطط، او يخططون من اجله، اي اجوبة يقدمها. اما شلومو آرتسي وحانوخ داوم، فرغم انهما شخصين طيبين ونظيفين، فمن الصعب برمجتهما ومثلما تبين أيضا فإن سؤالا واحدا او اثنين يحفران حفرة بعمق 10 سنتيمترات من شأنهما أن يتسببا للمظلي المتقاعد ان يعلق في الشبكة. 

غانتس واليسار بشكل عام قابعان في فخ. فقد كان يفضل الا يجيب بشكل مرتب ومفصل على اسئلة الخطط الاقتصادية، السياسية أو التربوية. فتفضيل رئيس قيادته ايتي بن حوريم هو توجيه كل قوة النار إلى مسألة: “أن أكون أو يكون نتنياهو؟” على نمط صيغة مسرحية شكسبير المعروفة. اذن اين الفخ؟ اذا جرت الانتخابات حول المسألة المحترمة لنتنياهو كرئيس للوزراء، نعم أم لا؟ فاذا كان نتنياهو يقود الليكود إلى انتصار واضح على بيني غانتس او غانتس زائد لبيد، فإنه من ناحية عامة يتلقى تبرئة مدوية وعندها سيكون من الصعب المطالبة باستقالته في حالة انتقال قضيته إلى المحكمة.