Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Jan-2018

لينا سعيفان تتخطى إعاقتها وتبدع بمجال المسرح

 

علا عبد اللطيف
 
إربد-الغد-  لم تكن الإعاقة الحركية التي تعاني منها العشرينية لينا سعيفان، والقاطنة في منطقة "سحم الكفارات" في لواء بني كنانة، عائقا أمام طموحها وأحلامها، بل أثبتت قدرتها على أن تمثل الأردن في المسارح العالمية والمحلية وأن تكون الناطق باسم ذوي الإعاقة.
ولم تستسلم لينا، يوما لظروف الحياة الصعبة، ولم تسمح للعثرات الوقوف بطريقها، بل حاربتها بإصرارها وعزمها وثقتها بنفسها لتتدرج من المسرح المحلي الى المسارح العالمية.
وتقول لينا "إن النجاح في الحياة ليس مرتبطا بمستوى الذكاء والعبقرية أو بالتعليم، إنما مرتبط أساسا بالإرادة القوية والإصرار والتحدي".
لينا هي الآن عضو في جمعية النهضة الحركية في محافظة إربد لذوي الإعاقات، ومن خلالها أثبتت قدراتها وتميزت في مجال المسرح ومثلت الأردن في إسبانيا والبرتغال بمؤتمرات مختلفة، عرضت خلالها العادات والتقاليد الأردنية، وبينت خلالها مشاركاتها كيفية تعامل أبناء الشارع الأردني مع ذوي الإعاقة، والمشاكل التي يعانون منها في الأردن وخارجه، وعرضت مطالبهم كافة على شكل أعمال مسرحية تحاكي الواقع.
ومن المسرحيات التي شاركت فيها لينا؛ مسرحية "أوراق المؤتمر الألف"، التي عرضت على مسارح الجامعات العربية والمحلية، وشاركت في مهرجان الفحيص وتنقلت وحدها وكان رفيقها الكرسي المتحرك الذي وصفته أنه رفيق الدرب والعمر.
ولينا كذلك عضو في فريق "عزيمتنا"، وهو فريق يقوده معتز الجنيدي بطل العالم لرفع الأثقال، ويحمل على عاتقه إظهار الإبداعات لدى ذوي الإعاقة والمطالبة بحقوقهم، ودمجهم مع أقرانهم في المجتمع.
بالإضافة إلى أنها ناشطة اجتماعية في قريتها وعلى مستوى محافظة إربد، تعمل لينا الآن في وزارة التربية والتعليم في منطقة سحم الكفارات في المدرسة ذاتها التي درست بها، وتألمت بها منذ صغرها؛ إذ أصبحت موظفة إدارية.
وتقول لينا عن عملها "في البداية استهجن العاملون ماذا سأعمل وكيف؟، إلا أنني أسهمت في القيام بالعديد من الأنشطة للمدرسة، كعقد الدورات وورشات الدفاع المدني، ومكافحة المخدرات، كما وشاركت عن طريق المدرسة في مهرجان القراءة والطفولة".
وتؤكد لينا، أنها ولدت طبيعية ولم تكن تعاني من أي إعاقة حركية، إلا أن القدر شاء بعد 5 سنوات من عمرها أن تتعرض لخطأ طبي أثر سلبا على حركتها ونموها، إلا أن والديها أصرا على معالجتها ومراجعة المراكز الطبية، إلا أن ذلك لم يغير من واقعها شيئا.
وتقول لينا "العزيمة والإصرار والتحدي من صفات والدتي"، موضحة "أصرت على أن أتابع دراستي، وكانت كل يوم تقوم بحملي من البيت إلى المدرسة وتواجه المصاعب النفسية والجسدية، تتسلق الجبال وتقطع الأميال، وتنتظرني على بوابة المدرسة لتعود بي وأنا محمولة على كتفيها، تداعبني وتقبلني بالشارع رغم نظرات المجتمع القاسية لها، واللوم الذي تعرضت له من الأقارب والجيران، إلى أن واصلت مشوار تعليمي".
بعد أن أنهت لينا المرحلة الابتدائية، أخذت قرارا لمواصلة مسيرتها التعليمية والذهاب إلى المدرسة بمفردها بدون مساعدة والدتها، مضيفة "قررت أن أريح والدتي، فيكفيها العناء والتعب، في البداية رفضت وأصرت أن تذهب معي، ولكن أقنعتها أنه لا بد أن أكمل مشواري وحدي وأن دورها الآن هو الدعاء والرضا".
وتقول لينا، إنها كانت تذهب كل يوم إلى المدرسة رغم إعاقتها، وكانت من الطالبات المتفوقات والمتميزات في الدراسة، وفي كتابة النثر والشعر وفي الالتحاق بالمبادرات، موضحة "كنت أنافس الطالبات، رغم الأحاديث الجانبية التي كانت تمر كالسهم في قلبي، ولكنها لم توثر على عقلي".
أكملت لينا المرحلة الثانوية العامة بتفوق وتميز، إلا أن الظروف المالية التي كانت تعاني منها أسرتها، حالت من عدم إكمالها المرحلة الدراسية العليا وكانت متفهمة لذلك.
لم تستلم لينا للواقع، بل بحثت عن فرصة العمل في جميع المحلات وكانت تجد صعوبة في تقبل أصحاب العمل بتشغيلها بحجة أنها غير قادرة على العمل ولا تملك أي قدرات، إلا أنها واصلت البحث إلى أن وجدت عملا في محل عطور، ومن خلال التعامل مع الزبائن كونت العديد من العلاقات الرائعة.
وتؤكد لينا أنه ومن خلال تجربتها، فإن النجاح لا يعتمد على الحظ، بل يعتمد على القوة والإصرار من أجل تحقيق الهدف.