Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Aug-2018

المجد للمرابطين* رشيد حسن
الدستور - 
 
ليس سرا..أن صمود اهلنا المرابطين في القدس والاقصى المبارك.. وهو بالتاكيد صمود اسطوري.. وهو أكثر ما يؤرق العدو، بعد أن فشل حتى الان في فرض الاستسلام، واجبار اهلنا على التسليم بالامر الواقع، والتسليم بالرؤية الصهيونية، بل الملاحظ ان عدوان رعاع المستوطنين على الاقصى وهو عدوان يومي، زاد من التفاف شعبنا من البحر الى النهر حول الاقصى وحول المرابطين، وقد استطاع هؤلاء الابطال بصدورهم العارية الا من الايمان بوطنهم، وبانهم هم الغلبون.. وانهم هم المنتصرون.. أن يجبروا قوات العدو الفاشية على فتح بوابات الاقصى التي اغلقوها لمنع المصلين من الدخول الى المسجد واداء الصلاة فيه يوم الجمعة 27 تموز الماضي.
هذا الانتصار.. يذكرنا بانتصاراتهم في تموز الماضي 2017، حيث أجبروا الارهابي نتنياهو على ازالة البوابات الالكترونية، بعد أن عمت غضبة القدس الوطن كله، وأصبحت تهدد بانفجار كبير يكنس الاحتلال..
ويذكرنا أيضا.. بحالة الرعب التي تتلبس رعاع المستوطنين،بفعل المقاومة الباسلة،التي تجذرت في الارض الفلسطينية، واصبحت فعلا يوميا... فلم يعد هؤلاء الفاشيين يملكون الشجاعة، للسيرفي شوارع القدس وازقتها، وفي تدنيس الاقصى، الا بحماية الشرطة والجيش الصهيوني...
هذه الانتصارات المجيدة، الذي يحققها أهلنا المرابطين، تجعلنا وجها لوجه امام حقيقة الصراع بين الحق والباطل، بين ثيمة الحق المعنوية التي تزلزل الجبابرة وترعبهم، وبين خوار الباطل وهزاله، وقد تحول الى غثاء كغثاء السيل، او كنمر من ورق...
قوة أهلنا المرابطين تنبع من ايمانهم المطلق بحقهم في وطنهم.. في قدسهم..وأقصاهم.. واستعدادهم المطلق للتضحية باعز ما يملكون فداء لفلسطين والقدس والاقصى..
يجود بالنفس اذا ضن البخيل بها    والجود بالنفس اغلى غاية الجود.
انتصارات اهلنا المرابطين.. --رغم انها انتصارات متواضعة في نظر البعض- الا انها تؤكد جملة حقائق اهمها :
الاولى: تحويل استراتجية المقاومة والصمود، الى استراتجية ثابتة، والبناء على هذه الاستراتجية، من خلال دعم المرابطين، لتثبيتهم في وطنهم، وتثبيتهم في قدسهم وأقصاهم، فالصمود والمقاومة هي الكفيلة بانقاذ القدس من التهويد، وانقاذ الاقصى من الاستباحة والتدنيس اليومي، وانقاذه من الهدم، كما يخطط العدو الصهيوني..
واخيرا المقاومة والصمود، وهما الكفيلان في النهاية باقتلاع الغزوة الصهيونية من جذورها، واجبار فلول المستوطنين ركوب البحر والعودة من حيث ما قدم اجدادهم..
ومن هنا..
نسأل ؟؟
ألم يحن الوقت للدول الشقيقة، وخاصة التي لم تف بالتزاماتها، وذلك بدفع المبالغ المقررة عليها في القمم العربية، لصندوق القدس والاقصى؟
ألم يحن الوقت بعد لاسراج قناديل الاقصى، قبل ان تطفئها احقاد الصهاينة الفاشيين ؟؟
الم توقظ بقايا ضمائرهم، صرخات المرابطات وهن يدافعن عن الاقصى ويتعرضن للضرب والاذلال ؟؟
أليس التبرع للاقصى والقدس اولى من التبرع للاندية الاوروبية، وحدائق الحيوانات ؟؟..
 لا بل ونجزم انه افضل وسيلة، لمفارقة ضروب الرذيلة والنذالة والخروج من مستنقع الهمالة الذي غرق فيه هؤلاء الاثرياء؟؟
الثانية : ان المعركة التي يخوضها اهلنا المرابطين، هي المعركة الاخيرة، والفصل الاخير في مسيرة الصراع الفلسطيني- الصهيوني، ما يفرض على كل عربي ومسلم المشاركة في هذه المعركة الوجودية، بدعم المرابطين، فهم رأس الحربة، والكتيبة الاولى،، والقلعة الباقية، فاذا سقطت –لا سمح الله-- سقطت الامة كلها، وتحولت الى شظايا متناثرة، تدور في فلك الدولة العبرية.. مجرد عبيد وأقنان في امبراطورية الارهابي نتنياهو.
الثالثة : ان الانتصارات الصغيرة المتوالية والمتتابعة التي يحققها شعبنا بصموده الاسطوري في القدس والاقصى، واستبساله في الدفاع عن الاراضي المهددة بالاستيطان وعن القرى المهددة بالهدم، وعن المواطنين المهددين بالاقتلاع من قراهم «الخان الاحمر المسافر، الاغوار..الخ»..واصراره على استمرار مسيرات العودة، للاسبوع الثامن عشر، وفشل العدو في التصدي للطائرات الورقية والبالونات المشتعلة، التي حرقت الاف الدونمات من محاصيل مستوطنات غلاف غزة، ونجحت في زرع الرعب في اوصال هؤلاء الاوغاد،
كل ذلك واكثر منه يؤكد حقيقة واحدة وهي :
ان هذا الشعب العظيم.. شعب الجبارين –كما وصفه رب العزة اختار طريق العزة والشرف، اختار طريق الحياة الكريمة، اختار المقاومة والصمود، وها هو يكسب احترام العالم اجمع، وتصبح فلسطين هوية نضالية ينتسب اليها احرار العالم.
باختصار..
لقد استطاع شعبنا العظيم بتضحياته الجسام، وعلى مدى مائة عام وعام من النضال والمقاومة والصمود.. لم يتعب، ولم يئن او يمل.. ان يجذر روح المقاومة في الارض الفلسطينية، ويجعل منها اعلى واغلى القيم، وها هي المقاومة، رغم كل انواع البطش والعنصرية والتطهير العرقي الذي لم يشهد التاريخ الانساني له مثيلا، تقوى وتشتد وتتحول الى ظاهرة كامواج البحر..موجة اثر موجة.. حتى تغرق هذا الكيان الغاصب، وتجبر شذاذ الافاق على ركوب البحر، والعودة من حيث ما قدم اجدادهم.
وما ذلك على الله بعزيز..