Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-May-2019

وصلنا إلى روما يا أهل الخير

 الدستور-هديل أبو عفيفة

دلفتُ إلى الحافلةِ بخطواط متثاقلة، وأفكارٍ منهكة تتوغلُ في عقلي وتشغل وعيي..
هديل محمود تهوي نحو منحدرٍ جديد ومزاجي يكاد يفلت من السيطرة، كنتُ بحاجة إلى شيء يرفع معنوياتي وينعش يومي..
ليس هذا! ليس هذا! ها انني قد خسرت من جديد وعدتُ إلى خانة البداية.
أليس هناك من أملٍ تزفه الي هذه الأيام؟
تجاوزت حدود تلك المحافظة وانا لست مستعدة أبداً للاعتذار..
انغمست في الأعمال التي أجيدها وآلفها، وشغلت ذهني عن هواجسه الجديدة..
مضت الساعات..
هل سيكون علي التكفير عن سوء ظنه، وأقبل اتهامي؟
لن أحادثه؛ لأنني اعلم جيداً أن محادثته ستورطني في أكثرَ من مجرد اعتذار..
لن تجد الكلمات المناسبة لأغرقه في إحساس مقيت بالذنب..
ولن يرضخ لابتزاز عواطفه..
الآن إن الإنهاك قد نال مني أخيراً بعد شهور من التمسك الحثيث
زفرت.. تفلت..
لن أكون كغيري اللواتي يقبعن على ناصية البيت والزوج والأولاد وتزين الشهادة الجامعية جدران حياتهن بلا قيمة!
انظر في مرآتي.. عزيزتي لا تقلقي تأخرت قليلاً ولكنني قادمة.. أحبك..
أدين قسوتي قليلاً..
كنت لأعيش حياة متسقة مع نفسي تتماشى فيها هويتي مع محيطي وظروفي..
أدرك كيف يشعر من حولي بالقهر..
أحقاً تدركين؟
أدرك لكنني لا أعرف ما الذي أشعر به الآن حقاً، أعلم أن العالم لا يُحكم بالعدل.
هناك أشخاص تعساء يعيشون في جنوب الكرة الأرضية بينهم حروب أهلية وحياتهم دمار..
وأناس في شمالها مستقرون وهانئو البال..
وأنا لا أعرف إلى أيهم انتمي! لقد عشت طيلة حياتي أحاول ان أجد لي مكاناً بين أهل الشمال، متجاهلة الجذور التي تشدني إلى الجنوب..
كنت أقنع نفسي بأن الخيط الذي يربطني بذلك الأصل قد انقطع وتلاشى منذ زمن..
أنا أردني كما يجب أن يكون الأردني حقاً
ثم يأتي بعد كل هذه السنوات من يقول لا..
أنت جذورك معاناة جدك، حربه الأهلية، هجرته وتشرده، كل هذا ميراثك الذي لا فكاك لك منه..
وما الذي أفعله بهذا الميراث هاه؟
هل اعلقه في الصالة؟
وأؤلف بشأنه شعراً ونثراً؟
هل يختلف احساسي بمن أكون حين أعرف أن جدي كان على غير ما ظننت؟
سكتُّ دون أن تهدأ الثورة في عيني، لم تكن إلا البداية، وما يختفي في الأعماق أعظم..
أعلم فيما يفكر الجميع..
أنتم لا تصدقون.. ولكنني أصدق وأؤمن..
حين تنتهي من واجباتك كلها ما ستفعله بميراثك وتاريخك هذا ما ستقرره انت..
لن يكون الأمر هيناً ليست شكة دبوس تتلاشى خلال ثوان..
لكن شيئاً ما بداخلك سيدفعك لمكان ما.. باتجاه ما..
سينبعث الطريق من تلقاء نفسه ويشدك إليه..
لا تنظري إلي هكذا.. لقد عشت تجربة مشابهة يوماً ما..
وقد كان هناك صوت يوشوش في أذني، فاتبعتُ الطريق.
حصل ذلك مرات عدة.
وفي كل مرة كان هناك اختيار جديد..
حتى وصلت إلى هنا، إلى هذهِ الجلسة بيني وبينك..
تنهدت لم تكن تفهم لكنها ستحاول ان تصل إلى مرحلة الفهم في نهاية الرحلة..
سأبيت الآن من جديد إنني متعبة قليلاً..