Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Jul-2018

دبلوماسية «المونديال»... أو هل «أُنضِجَ» لقاء عباس – نتانياهو؟ - محمد خروب

 الراي - مُصطلَح جديد سيُضاف الى سلسلة المصطلحات التي تم زجّها او نحتها..لا فرق,بهدف «ترويض» سياسات الدول والتنظيمات والمنظمات أو ايجاد كوَّة في جدار أزمة/ازمات عميقة بين دول تُناصِب بعضها البعض... العداء.وكان ان برز مصطلح «دبلوماسية البينغ بونغ», ودبلوماسية «الجنازات» وغيرها الكثير. وهاه دبلوماسية «المونديال» تُوشِك ان تلِج عالم الدبلوماسية.

إذ فجأة وبعد ان لم يجد اقتراح موسكو استضافة لقاء بينرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس  الحكومة الفاشية في تل ابيب بنيامين نتانياهو, طريقه الى القبول من «أوساط» الطرفين وراح كل منهما
يُكيل للآخر الاتهامات المعروفة والمحمولة على شروط ورسائل تحذير وتحدّ, وخصوصاً من جانب العدو الصهيوني. الذي يواصل الغمز من قناة الرئيس الفلسطيني واعتباره «بطة عرجاء» أَفل نجمه وباتت الاستعدادات مكثفة لتدشين مرحلة ما بعد عهده,الشروع في عملية غربَلة «المرشّحين» لخلافته, وسط حماسة اقليمية وبخاصة من بعض العرب, لإيصال «زعيم» فلسطيني يٌناسِب المرحلة, ويطوي صفحة رفض عباس «غير المُبرّر وغير الواقِعي», مِن وجهة نظر الذين استقالوا من عروبتهم وباتت القضية الفلسطينية عبئا عليهم, يريدون التخلص من تبعاتها وأكلافها وخصوصاً لاستخدامها «ورَقة» اعتماد لدى عواصم الغرب الاستعماري, ومن أجلِ تأهيلهم للعب ادوار يُدركون – قبل رُعاتهم – انهم اصغر واقل قدرة على النهوض بها, فضلا عن كونهم لا يعرفون حقيقة الشعب الفلسطيني ويجهَلون قدراته ونَفسِه الطويل والارتفاع القياسي في منسوب نضاله. بدليل ان مائة عام من الصراع ومواجهة المؤامرات الغربية.. الأوروبية والأميركية والصهيونية, وخصوصاً تلك التي انخرط فيها «الأُخوة الاعداء», لم تفتّ في عضده ولم تدفعه لرفع الرايات البيض او الاستسلام ولا القبول بخطط ومشروعات وخرائط طريق, تزعم انها تندرج في اطار دعم الشعب الفلسطيني. لكنها في واقع الحال – وكما كشفها نضال الشعب الفلسطيني – تستبطِن تصفية القضية وعقد الصفقات مع العدو الصهيوني ودائما في تكريس النكبة الفلسطينية وتحويل حلم اباء الصهيونية المؤسِّسين و»التنقيحيين» وعلى رأسهم جابوتنسكي... الى حقيقة، وهو حُلم الإبقاء على مَن يتبقّى من الشعب الفلسطيني فوق ارض وطنه, مجرّد سقّائين وحطّابين, فيما يخضع فلسطينيو الشتات الى تنكيل ومطارَدة وحصار الاخوة الاعداء في مخيمات اللجوء وعلى المعابر الحدودية.
نقول: فجأة قَبِلَ عباس ونتانياهو دعوة الرئيس الروسي بوتين لزيارة موسكو وحضور المباراة الختامية لمونديال 2018 ،بعد ان راجت شائعات عن «مرض قاتل» يفتك بجسد الرئيس الفلسطيني, وعن «تمنّع» نتانياهو خشية «تخفيف» العزلة عن عباس. وإن كان الاخير اطلق تصريحا لافتا عندما ابدى استعداده الإلتقاء برئيس حكومة العدو في «اي وقت». ما حرّك قرون الإستشعار لدى نتانياهو الذي يواجه وضعا سياسيا وحزبيا داخليا صعبا, جراء التحقيقات التي تجرى معه وخصوصا رفض النيابة العامة «الصفقة» التي عرضها محامو زوجته»سارة», إثر ادانتها باساءة استخدام المال العام وتحميل الاعباء المالية الخاصّة على الموازنة الحكومية، فضلا عن الازمة التي انفجرت مؤخرا في وجه نتنياهو بعد إقرار الكنيست قانون الخدمة العسكرية للحريديين (المتدينون اليهود) ما اثار غضبا في اوساط احزابهم المُشارِكة في الائتلاف اليميني المتطرف الذي يقوده نتانياهو, على نحو يهدّده بالانهيار وربما الذهاب لانتخابات مبكرة, تقول استطلاعات الرأي ان نتنياهو سيبقى الخيار المفضّل لدى الجمهور الصهيوني الذي في معظمه يميني متطرّف, فيما ستطرأ تغييرات دراماتيكية على موازين القوى في الكنيست الجديدة, بتقدم وبروز احزاب غير متوقّعة وتراجع ما كان يُعتقد لفترة قصيرة انها جزء لا يتجزأ من الفضاء السياسي والحزبي في دولة العدو.
وضع محمود عباس «السياسي» لا يقل خطورة وتعقيدا عمّا هو عليه نتانياهو, وان كان الاخير يتوفر على هامش مناورة اوسع من هامش عباس الذي يستشعر خطرا شخصيا ماثِلا, وربما لهذا لجأ مؤخرا الى «استعادة» علاقته المقطوعة مع رئيس الحكومة الاسبق سلام فياض, ما اسهم في خلط بعض الاوراق على
الساحة الفلسطينية التي لديها «فائض» من «الخربَطة» يصعب على احد إعادة تنظيمها أو ضبطها, بعد
انخراط «اتباع» عباس في حرب الوراثة, التي تدير بعضها تل ابيب وواشنطن وخصوصا بعض العواصم العربية, فضلا عن الارتباك التي يميز خطوات عباس المتناقِضة ازاء ملف «المصالحة» مع حركة حماس, بعد ان
سجّلت الاخيرة بعض النقاط لصالحها (...) وتحديدا منذ دشّنت «مسيرات العودة» في الثلاثين من آذار الماضي
والمتواصِلة حتى الجمعة الاخيرة، وبروز حماسة مُريبة اسرائيلية اميركية وعربية تجاه الوضع الاقتصادي
الصعب والمرير الذي يعيشه اهالي القطاع. هذا الاهتمام وتلك الحماسة الإنسانية المزعومة, جوهرها
«سياسي محض» يهدف تعميق الانقسام الفلسطيني وفصل القطاع عن الضفة الغربية, تمهيدا او توطئة
لاعلان الدولة الفلسطينية في غزة, وترك الضفة واهاليها نهبا للتهويد والإستيطان ولاحقا التهجير.
«قمّة موسكو» إن عُقِدت, وسواء كانت «ثنائية» ام انضم اليها الرئيس الروسي لترطيب الاجواء وإضفاء نوع
من الاستثنائية على اجتماع لن يسفر عن شيء ملموس, نتيجة الهوّة بين الطرفين الفلسطيني
والاسرائيلي, بعد ان بات العدو في وضع استراتيجي مريح وغير مسبوق, وغدت علاقاته العربية الآخذة في
النضوج والتبلّور علنيا..جزءا من المشهد الاقليمي, ستكون (قمة او لقاء موسكو) المحطة الاخيرة في
الجهود المبذولة لتحريك الوضع «الغامض»... الراهن. الذي بات هو الآخر رهين جدول اعمال ادارة ترمب
واشاراتها المتضاربة, حول «موعد» نشر تفاصيل مشروع تصفية القضية الفلسطينية, الذي يلقى حماسة
وتأييدا من بعض العرب. فيما عربٌ آخرون يؤثرون الصمت وينتظرون المواعيد, ليُقرِّروا ما اذا كانوا سيلتحقون بقطار التصفية ام سيغرقون في صمتهم وعجزهم.
kharroub@jpf.com.jo