Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Nov-2017

خالد الغزاوي وقصة ذات معنى - م. فواز الحموري

الراي -  رحم االله الاستاذ خالد الغزاوي والذي أمضى فترة من عمله في وزارة التربية والتعليم ، حيث كان يدير مديرية الشؤون الإدارية فيها وقضى في الوزارة ردحاً من الزمن ودرب العديد من المسؤولين والذين تدرجوا فيما بعد في المناصب الإدارية. وقبل سرد القصة مع الاستاذ خالد الغزاوي، لا بد من الإشارة إلى أن تاريخ وزارة التربية والتعليم في مركز الوزارة أو مديريات التربية والتعليم وحتى المدارس لم يوثق بشكل شامل وبأسلوب بحثي وعلمي دقيق.

 
تعود القصة إلى منتصف عام 1990 عندما دخل د. عبد االله العكايله إلى الحكومة وزيرا للتربية والتعليم، ومع بداية تسلمه المنصب جال في جولة قصيرة قرب مكتبه، واذكر تماما انه أثناء تلك الزيارة مر من أمام مكتبي والذي جمع معي مجموعة من الزميلات، لحظتها سألني باستغراب:
«كيف تجلس وحيدا بين مجموعة من السيدات؟ « أجبته بان عملي يتطلب ذلك، فما كان منه إلا أن طلب من الاستاذ خالد الغزاوي فصل الموظفين الذكور عن الإناث، وعلى الرغم من عدم قناعة المرحوم الغزاوي بذلك إلا انه شدد على الأمر واصدر التوجيه إلى المدراء بجمع الموظفين الذكور معا وكذلك السيدات، وبهذا اجتمعت مع زملاء من أقسام أخرى وكانت تجربة فريدة انتهت بمغادرة د. العكايلة الوزارة.
 
شكل الاستاذ خالد الغزاوي مدرسة كلاسيكية للشؤون الإدارية تتبع نمطا محددا وبشكل مركزي ورافقه في تلك المسيرة مجموعة من الشخصيات التي بقيت محافظة على نفس النمط وخرجت مجموعة من الإداريين ممن يعشقون الروتين وتنفيذ التعليمات بدقة.
 
عهدت خلال خدمتي في وزارة التربية والتعليم قرابة (27 (وزيرا للتربية والتعليم وأكثر من أمين عام وأشعر أن الكتابة عن العديد من الجوانب الشخصية والإدارية ما تزال بحاجة إلى تسليط الأضواء عليها وتوثيقها وتسجيلها ضمن الذاكرة الوظيفية والتي تضم العديد من المواقف والمحطات ذات الدلالة. لقد شكل المرحوم الاستاذ خالد الغزاوي مرحلة إدارية ومدرسة في إدارة شؤون الموظفين ومدرسة تستحق الإشارة إليها إلى جانب خبراته بعد الخروج من وزارة التربية والتعليم إلى وزارة العمل وقطاعات عامة أخرى.
 
مع الملفات والإجراءات والتشكيلات والمعادلات والتوازنات والصفوف الإدارية والتعيينات والتنقلات نستذكر المرحوم خالد الغزاوي ونترحم عليه؛ فقد كان من الرعيل الأول الذي ساهم في بناء الأردن وساهم أيضا في مجال التربية والتعليم وقيادة الشؤون الإدارية فيها. رحم االله الاستاذ خالد الغزاوي والى المزيد من التوثيق لرجالات التربية والتعليم على أقل تقدير.