غادة الشیخ

عمان-الغد-  شھور على حادثة صوامع العقبة، التي أدمت قلوب الأردنیین، في آیار الماضي، أثناء عملیة تنظیف داخل الصوامع تسببت في تفجیر خط غاز نتج عنھ ارتقاء 7 شھداء، حتى عادت سلطة منطقة العقبة الاقتصادیة الخاصة، لتبدأ عملیة ترویج لھدم المباني المقامة على أرض المیناء القدیم، لكن النتیجة كانت مخیبة حین فشل التفجیر وصمدت الصوامع، قبل أن تبدأ بالتساقط.

وكانت السلطة أعلنت الاثنین على لسان رئیسھا ناصر الشریدة عن تنفیذ عملیة تفجیر صوامع حبوب العقبة، في عملیة ستتم بواسطة التفجیر الفراغي (الھدم المضبوط بواسطة المتفجرات)

من قبل شركة عالمیة مختصة بھذا النوع من التفجیرات وبواسطة ألف كیلوغرام متفجرات من مادة ”البترابوست“ وھي مادة مكونة من نترات الألمونیوم ومواد أخرى ویتم التحكم بواسطتھا بآلیة سقوط الردم وفي أي اتجاه یخطط لھ.

وفي حملة الترویج أیضا وزعت الشركة المنفذة مقطع فیدیو یظھر قیامھا بھدم صوامع في كردستان العراق، بنفس الطریقة التي سیجري فیھا تفجیر صوامع العقبة.

فضائیات حضرت ومحطات تلفزة جاءت لبث الحدث على الھواء مباشرة، في العاشرة من صباح الیوم وكانت النتیجة مغایرة ومخیبة لتتحول إلى محط تندر للأردنیین على منصات التواصل الاجتماعي.

”الغد“ رصدت بشكل سریع لبعض ما نشر على مواقع التواصل الاجتماعي وتحدیدا تویتر

وفیسبوك لتلك التھكمات.

ومن أبرز تلك التغریدات والمنشورات:

”وتبقى الصوامع شامخة.. بقولوا البارود مبرد“

”عشمتني بالحلق خرمتني أنا أذاني“

ھكذا وصف أردنیون حالھم الیوم، تعبیرا عن التجربة التي مروا بھا، عندما كانوا بكل ما أوتوا من فضول وترقب لمتابعة عملیة تفجیر الصوامع في العقبة التي تم الترویج لھا إعلامیا بقوة مؤخرا وأجھضت في اللحظات الثانیة من عملیة تنفیذھا صباح الیوم.

بنفس الطریقة الطریقة سیتم ھدم صوامع العقبة ھذه الحالة وما قبل ما لحقھا من جولة ما تزال مستمرة حتى اللحظة من التھكم الأردني على مواقع التواصل الاجتماعي، أعادت الذاكرة الى شھر أیار من العام الماضي لحادثة انفجار وحریق أثناء إجراءات ھدم وإزالة نفذتھا شركة مقاولات قرب صوامع الحبوب في میناء العقبة القدیم أسفر عن استشھاد 7 عمال ما تزال قلوب أھالیھم تنزف ألماً وحرقة علیھم.

استشھاد 7 أرواح وعدم خروج مبرر كاف وشاف منذ أیار الماضي، وفشل عملیة التفجیر الیوم، ھي عوامل كفیلة بأن تجعل الأردنیین یتساءلون ویتھكمون وان كانت كثیر من ھذه التھكمات تحمل في جوھرھا المخفي ”ھم ببكي وھم بضحك“.

ووجھت مواطنة تحیة في تغریدة لھا جاء فیھا: ”تحیة حب و احترام للمقاول اللي بنّى الصوامع“.

أما المواطن أنور المجالي نشر شبھ ما یسمى في فن الكتابة قصة قصیرة على صفحتھ على الفیسبوك تحت عنوان:

”فشل تفجیر الصوامع؟

جماعة الرزاز: لازم كلنا نشمر عن إیدینا ونھدم الصوامع.

جماعة النواب: مقاول الھدم لازم نشملھ بالعفو العام.

جماعة الحراك: اعتصامنا القادم في العقبة، الصوامع ھي رأس الفساد. جماعة النقابات: لازم نرسم علم إسرائیل عالصوامع ونفجرھا.

جماعة الإخوان: انحسار المنخفض وفشل الھدم عقاب ورسالة من الله غضب من استلام اللیبرال للحكومة.

“فشل تفجیر مبنى ”صوامع العقبة

زواتي: سنخصص بند بدل فاقد ھدم من فاتورة الطاقة وسنصدر الصوامع لأوروبا.

عوني مطیع: أقسم با مش صوامعي جماعة حقك تعرف: الدارات الكھربائیة كانت موصولة على التوازي مش على التوالي؛ وھذا ھو الإجراء المتبع في دول الناتو.

جماعة التحالف المدني: سنقف ونقاتل لھدم الصوامع؛ وھذا كلھ بسبب تدخل قوى الشد العكسي والمخابرات.

جماعة المؤامرة: استمرار المؤامرة العثمانیة من خلال شركة تركیة لھدم صوامع القمح والاكتفاء الذاتي الأردني. تكسرت على صخرة الأردن.

دائرة الإفتاء: خطبة الجمعة ھذا الاسبوع عن فوائد الصبر والتروي في الإسلام. الله خلق الدنیا في سبع أیام وانتو مستعجلین؟

جماعة الخلیج: التحالف مع مقاول تركي ھو مكیدة قطریة.

جماعة قطر: ابحثو عن دحلان في التفاصیل.

جماعة الیمین المحافظ جدا: إنھا أصالة إنجازات الدولة العمیقة، أیام المقاولین الشرفاء. أین رؤوسھم من نعل وصفي.

جماعة الیسار: نعمل حفلة وفراشات وكمان شوي بیطلع قوس قزح والصوامع بتوقع لحالھا؛ تفاءلو بالدینامیت تجدوه.

جماعة مظاھرات الرابع: یا صوامع ھیجي ھیجي.

نانسي عجرم: أخاصمك آه؛ أسیبك لا“ ”ولخص الزمیل راشد عساف عبر ما نشره على صفحتھ على الفیسبوك ما حدث منذ فاجعة الصوامع في أیار من العام الماضي وصولا الى الیوم بقولھ: ”لعنة شباب الغور تطارد صوامع العقبة“ قبل شھور توفي 7 عمال في انفجار صوامع میناء العقبة، وكان ھناك تقصیر وتجریم والتسبب بالایذاء لمؤسسة ابو غریب المقاول الفرعي للشركة العربیة الدولیة للمقاولات والإنشاءات المحال علیھا العطاء باعمال ھدم وإزالة مرافق المیناء“.

الیوم الشركة المتخصصة بتفجیر الصوامع تفشل في عملیة التفجیر باعتراف الخبیر التركي، وكأن لعنة شباب الغور وخطایاھم وأرواحھم تدور بین ثنایا الصوامع، وتسأل بأي ذنب قتلت“ سلطة العقبة لم تنجح باستقطاب شركات تستطیع أداء عملھا على أكمل وجھ دون وقوع ضحایا“.

ghada.alsheikh@alghad.jo