Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Nov-2018

المعسكر الصهيوني..الآن - ب. ميخائيلي

 

هآرتس
 
الغد- الآن، أصدقائي الأعزاء في المعسكر الصهيوني. الآن حان الوقت للخروج من العلبة الحزبية والتحرر من الثبات الفكري والتغلب على الانعكاس البافلوفي. هذا هو الوقت المناسب للتمتع بالقليل من المسؤولية والقليل من المكر والقليل من الحكمة. الآن يجب ابتلاع البصق واغلاق الأنف وتقديم دعامات للأوزة العرجاء: قدموا لنتنياهو دعما برلمانيا خاضعا كي يواصل حكمه حتى موعد الانتخابات، سواء كان الأمر يتعلق ببضعة أشهر أو بالسنة التي بقيت حتى الموعد المحدد في القانون.
فقط هدف واحد سيكون لهذا الدعم وهو انقاذ رئيس الحكومة من الامساك الابتزازي لشكيد- بينيت. هكذا، وهو متحرر من نير البيت اليهودي، يستطيع نتنياهو تجاهل انذار بينيت، ورؤيته وهو ينسحب من الحكومة لأنه لم يعين كقائد عام، وأن يواصل حكمه المعتاد المؤقت، دون أن يكون واقعا تحت رحمة الاصبع المجنونة لأورن حزان أو غيره.
لا شك أن بضعة أشهر اخرى لنتنياهو أفضل ألف مرة من يوم واحد لبينيت في وزارة الأمن. هذا الرجل وحزبه الصليبي هم الخطر الأكبر الذي يهدد وجودنا وحتى حق إسرائيل في الوجود، أكثر من إيران ومن حماس وحتى أكثر من البالونات. إن اعطاء جزء آخر من السلطة إلى أيد منفلتة العقال هو ببساطة عملية انتحارية.
إضافة إلى ذلك، ذهاب بينيت وشكيد أيضا سيعطي وزارة القضاء ووزارة التعليم وقفة حيوية لالتقاط الأنفاس. صحيح أن هناك جزءا لا بأس به من الدمار الذي قاما بزرعه هناك، لا يمكن إصلاحه ببضعة أشهر، ولكن من يعملون في هاتين الوزارتين المعذبتين يمكنهم تنفس الصعداء وتنفس القليل من الهواء النقي الذي لا توجد فيه ديكتاتورية الخوف وتصفية الحسابات.
من الناحية السياسية الخالصة أيضا هناك منطق في الاقتراح السابق. انتخابات الآن لن تفيد المعسكر الصهيوني، فهو سيدخلها بحجمه الحالي وسيخرج منها مثل دمية مصغرة. احتمالاته للحفاظ على قوته تبلغ الصفر، لكن بضعة أشهر من دعم السلطة وارسال عصابة البيت اليهودي إلى بيته ربما تضيف له وجبة متواضعة من الصورة الجدية والمسؤولة. هكذا ربما سينجح في عدم خسارة الكثير من قوته. وعلى كل الاحوال، من الافضل أن يكون مربية مستعملة الآن على أن يكون دمية مصغرة بعد انتخابات تاريخية ستتركز حول سؤال من سيتعهد بقتل العرب أكثر.
فقط كلمة تحذير واحدة: هذه الخطوة السياسية يجب القيام بها بحذر، بتواضع وتفكير مسبق. محظور وضع شروط، محظور المبالغة في التحدث، محظور طلب مقابل. لا وزارات، لا تعهدات ولا وظائف. من اجل أن يعرف الجميع أن كل ذلك تم لصالح الدولة وابعاد من يريدون الاضرار بها من الداخل.
يجب فقط اسماع تصريحات بهذه الصيغة: في وقت الأزمة هذا، ازاء جبن ليبرمان الذي هرب من المسؤولية لاعتبارات سياسية، تهكم بينيت الذي يرقص على الدماء ويستغل معاناة سكان الجنوب من اجل اشباع شهوته للسلطة، قرر المعسكر الصهيوني دعم حكومة إسرائيل الحالية بدون البيت اليهودي من خلال الرغبة في إعادة الاستقرار والأمن لكل مواطني إسرائيل (لا شك لدي أنه يمكن ايجاد صيغ أفضل لهذه الرسالة، وأنا أصغر من أن أتنافس مع قدرات التشويه لمحترفي الحملات الإسرائيلية).
في الختام، اليكم التأكيد الخطي على اقتراحي: شعر نتنياهو القصير والمجعد (كما هو معتاد على تسميته بالإنجليزية المؤدبة) هو مثل شعر شمشون. من يمسك به قوته كبيرة جدا، ومن يتخلى عنه، قوته تذهب مرة واحدة. إذا تصرف المعسكر الصهيوني بحكمة، هكذا يمكن أيضا هذه المرة.