الدستور – نضال برقان

 

تواصلت، خلال اليومين الماضيين، فعاليات مهرجان الفنون الإسلامية، بدورته الـ21، في إمارة الشارقة، عبر مجموعة من المعارض الفنية التي تحركت في فضاء إسلامي ذات بعد إنساني.

 

فقد افتتح يوم الخميس الماضي العمل الفني «معراج» للفنانة الإماراتية «فاطمة لوتاه»، وهو عمل يطرح لغة حسية وبصرية في آن معا، كما يحمل الكثير من الدلالات والإحالات، انطلاقا من فلسفة دينية وفكر جمالي إسلامي. 

 

بنية العمل تعكس بصورة خاصة عمارة قبة الصخرة المشرفة في بيت المقدس، حيث إن «معراج الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الأقصى إلى السماوات العلا منح ذلك المكان قيمة دينية عظيمة، دفعت باتجاه تشييد هذا العمل»، كما تقول الفنانة لـ»الدستور»، مؤكدة أن «اللغة البصرية في «معراج تتحدث عن مفهوم الحماية والعناية الإلهية».

 

وتكشف الفنانة من خلال «معراج» عن رغبتها في إلقاء الضوء على نور الأرض، ومن أجل ذلك رفعت القبة لتشغل فضاء مرتفعا عن باقي عناصر العمل، لتجعلنا نؤخذ، كمتلقين، بنور القبة، في اللحظة التي تثير فيها الدعائم الحديدية حالات الثبات الرصين للبنية المادية للمسجد، في إحالة إلى الانتماء والإيمان الراسخ في القلوب.

 

كما تم في اليوم نفسه افتتاح العمل الفني «انظر للأعلى، انتبه حولك»، للفنان الإنجليزي «توي استوديو»، الذي يكشف عمله عن مكنون الأفق وفق دلالات وإحالات دينية. 

 

ويسعى عمل الفنان إلى اختبار ما يمكن رؤيته من خلال الحواس الخمس، وما لا يمكن رؤيته يترك للبصيرة.

 

من ثم تم افتتاح معرض الخط العربي، الخاص بجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، بمشاركة كوكبة من الفنانين العرب، منها: تاج السر حسن، وحسام عبد الوهاب، وأحمد رأفت، وحاكم غانم، وفاطمة الظنحاني.

 

وقد مثّلت الأردن في المهرجان الفنانة «جوليا العبيني»، عبر مجموعة من اللوحات حملت عنوان «قصيدة للزخرفة».

 

الدورة الحالية للمهرجان حملت عنوان «أفق»، وتستضيف نحو 600 نشاط، تتوزع بين 238 فعالية، و377 عملاً فنياً على مدى 30 يوماً. المهرجان نفسه يتضمن 238 فعالية من معارض، وورش فنية، ومحاضرات، تستضيفها دائرة الثقافة في الشارقة، بالتعاون مع 25 جهة رسمية في الإمارة.

 

 

 

مع جمعية الإمارات لفنّ الخطّ العربيّ والزخرفة الإسلامية؛ وتشارك فيه 21 خطاطة شابّة يتلمسن خطى الإبداع من الإمارات، والكويت، والسعودية، والبحرين، وسلطنة عمان، وذلك دعماً للمبدعات في فنون الخطّ العربي، ويضمّ الملتقى 42 عملاً بتنويعات خطية لافتة.