Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Aug-2017

عمّان عاصمة الثقافة الإسلامية في الثلث الأخير من العام - د. صلاح جرّار
 
الراي - عندما يقع الاختيار على مدينةٍ ما كي تكون عاصمة للثقافة الإسلاميّة، فذلك أمرٌ بالغ الأهميّة لأنّه شاهدٌ على المكانة العظيمة التي تتمتع بها تلك المدينة، وفي الوقت ذاته دليلٌ على الثقة بقدرة هذه المدينة على الاضطلاع بمسؤوليات كبيرة في خدمة ثقافة أمّة يزيد تعدادها على مليار ونصف المليار نسمة. كما أنّ إعلان المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية يعني أنّها تمثّل نموذجاً للهويّة الثقافية الإسلاميّة: فكراً وسلوكاً وعمراناً وحضارة وتأليفاً وإنتاجاً.
 
وفي مثل الظروف التي تمرّ بها الثقافة الإسلاميّة من محاولات تشويه منظّمة ومدروسة، فإنّه يقع على عاتق الدولة التي تعلن إحدى مدنها عاصمة للثقافة الإسلاميّة أن تدافع عن جوهر الثقافة الإسلاميّة والفكر الإسلامي قولاً وعملاً. وبذلك تصبح هذه المدينة قبلة لأصحاب الفكر والثقافة والأدب من سائر أقطار العالم الإسلامي، حيث يتناولون قضايا الأمّة وأزماتها.
 
وهذه فرصة للعاصمة الثقافية لزيادة التعاون بينها وبين دول العالم الإسلامي في المجالات الثقافية والتعليمية والسياحية ممّا يعود على هذه العاصمة بالكثير من الفوائد الاقتصادية وغيرها. وممّا يعنيه أن يجري اختيار مدينة ما عاصمة للثقافة الإسلامية أن تصبح هذه المدينة منارة إشعاع ثقافي يصل إلى جميع أقطار العالم الإسلامي وخارجها.
 
ولمّا كانت عمّان قد اختيرت من قبل مؤتمر وزراء ثقافة الدول الإسلامية المنعقد في باكو/ أذربيجان سنة 2009، عاصمة للثقافة الإسلاميّة للعام الحالي 2017، فقد كان من المنتظر أن تزخر عمّان بالأنشطة الثقافية التي تليق بهذا اللقب الرفيع القدر، ومع ذلك فقد جاء افتتاح الأنشطة الثقافية متأخراً نحو خمسة أشهر، أي إلى قبيل انتصاف العام بقليل، ومنذ ذلك الحين لم نسمع من أخبار الأنشطة الثقافية في إطار هذا الإعلان إلاّ القليل والنادر والباهت والمتناثر، حتّى إنّه عندما تحدّثت عن غياب أخبار هذه الأنشطة في نهاية الأسبوع الماضي، علّق كثير من المثقفين ومتابعي أخبار الثقافة بأنهم لم يسمعوا من قبل بأنّ عمّان قد اختيرت عاصمة للثقافة الإسلاميّة للعام 2017 واستغرب كثير منهم هذه المعلومة.
 
ومع أنني كنت ممّن حضروا حفل الإعلان عن افتتاح فعاليات هذه المناسبة في المركز الثقافي الملكي يوم 16/5 إلاّ أنني لم أسمع إلاّ عن القليل القليل من الأنشطة التي أقيمت بعد ذلك، وكأنّ الأمر لم يحمل على محمل الجدّ.
 
ومهما كانت الأسباب التي حالت دون إعطاء هذه المناسبة ما تستحقه من التقدير والاهتمام، فإنني أرى أننا بذلك قد أضعنا فرصة بالغة الأهمية كان يمكن أن نستثمرها لصالح وطننا الغالي وأمتنا العزيزة وثقافتنا الإسلامية السامية. فهل الثلث الأخير من هذا العام سيشهد ما افتقدناه خلال الثلثين الأولّين؟!
 
salahjarrar@hotmail.com