Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Apr-2019

الوجدان العربي يرفض صفقة القرن* محمد سويدان

 الغد-الفلسطينيون والأردنيون والعرب جميعا، وكذلك العديد من الدول ينتظرون خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لـ”السلام”، أو ما أطلق عليها على نطاق واسع “صفقة القرن”.

وجميع العرب وخصوصا الفلسطينيين والأردنيين متخوفون مما تحمله هذه الصفقة من مخططات لتصفية القضية الفلسطينية، وهم محقون بذلك، فترامب ومنذ مجيئه إلى البيت الأبيض، لم يتخذ أي قرار لصالح الشعب العربي الفلسطيني وقضيته، بل على العكس كل قراراته تصب في خدمة الاحتلال، وتهدف لتصفية قضية العرب المركزية.
للاسف، هناك من يعتقد، أن واشنطن، قادرة وتملك العصا السحرية التي من خلالها تستطيع تمرير ما تريد، وتطويع الجميع لخدمة قراراتها وتطبيقها، وأنها، عندما تقر خطة ما لتصفية القضية الفلسطينية، فانها ستمر، وستنفذ، ولا يملك أحد قدرة على افشالها، وأن جميع العرب، وخصوصا الفلسطينيين مضطرون للتماشي معها وتطبيقها، مع أنها لاتحمل الخير لهم ولقضيتهم.
اعتقد، أن صفقة القرن، بعد القرارات الأميركية التي اتخذت منذ مجيء ترامب للبيت الأبيض، أصبحت واضحة، ولا حاجة للعرب والفلسطينيين لانتظار ما سيعلنه ترامب وكوشنير بعد شهر رمضان الفضيل.
فالصفقة، ستلغي وستسقط من طرف أميركا والاحتلال حل الدولتين للقضية الفلسطينة المقر عالميا، وستلغي من طرفهما حق العودة، وهي قبل ذلك، الغت من جانبهما، مطالبة الفلسطينيين والعرب وما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية، بان القدس الشرقية عاصمة فلسطين.
لايوجد شيء مجهول في الصفقة، حتى ننتظر ما بعد شهر رمضان الفضيل لمعرفته. ولكن واشنطن، تسعى من خلال تأجيل الإعلان عن كامل تفاصيل الصفقة، لتهيئة الرأي العام العربي والفلسطيني، والضغط على الفلسطينيين والأردنيين بالدرجة الأولى بكل ما أوتيت من قوة للقبول بهذه الصفقة التي هي بالدرجة الأولى تأتي على حسابهما وعلى حساب الحق الفلسطيني بأرضه وبدولته المستقلة، بحق عودة اللاجئين.
الضغط الأميركي لم يتوقف منذ نشأة الكيان الإسرائيلي من أجل اجبار الدول العربية والمحيط العربي بقبول الكيان كدولة طبيعية بالمنطقة.وللاسف فقد نجح هذا الضغط جزئيا من خلال اتفاقيات السلام الموقعة مع هذا الكيان، ومن خلال العلاقات السرية والمعلنة لدول عربية للتطبيع مع هذا الكيان.
ومع أن الضغط الأميركي زاد في الأونة الأخيرة مع مجيء ترامب، ولكنه لن يستطيع تمرير كل شيء. قد ينجح مع الانظمة العربية الرسمية، ولكن مع الشعوب العربية فهذا من سابع المستحيلات. لن يستطيع اجبار الشعوب العربية بقبول صفقة القرن والاعتراف بالكيان كدولة طبيعية.
الرهان الأخير على الشعب العربي الفلسطيني والشعوب العربية، فهي القادرة على افشال المؤامرات والمخططات.. ومهما تبجح نتنياهو عن علاقة كيانه مع دول عربية، ولكنه لن يستطيع محو الضمير العربي، الذي لن يقبله، ولن يتعاطى معه ومع كيانه، وسيفشل كل المؤامرات، بالرغم من أن الظروف العربية الحالية في اصعب حالاتها، ولكن القضية الفلسطينية تبقى على الدوام قضية العرب المركزية.
من يتابع ردود الفعل في فلسطين والأردن والدول العربية على “صفقة القرن” يعرف أنها لن تمر، مهما حملت من خطورة وضغوط في آن واحد. القضية الفلسطينية تعيش في وجدان كل عربي، وستبقى كذلك، مهما كانت الظروف.