Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Oct-2017

كرة قدم - عبدالهادي راجي المجالي

 

الراي - حين كنت صغيرا استهوتني كرة القدم, ولأن فرق الحارات جميع أفرادها من مرتبات الثالث إعدادي وما فوق, كنت أجد صعوبة في قبولي كلاعب معهم كوني ما زلت من مرتبات السادس (ب).. ومجاملة لي, وتوفيرا للإلحاح, والصراخ كانوا يضعونني حكما.. لكن أحدا لم يكن يهتم بقراراتي.. فقد احتسبت ضربات جزاء كثيرة, وأخطاء كثيرة ولم تطبق.

 
أحيانا لسد النقص العددي كانوا يدخلونني في الفريق, وأنا لاعب مختلف عن الكل, فمن الممكن أن ألعب مرتديا (صندل باتا).. ولعبت ذات مرة بالزي المدرسي, وفي الشتاء كان لي (فروة) على مقاسي لا أظنها صنعت للأطفال, بل كانت بمقاس رجل ومع الأيام (كشت) أو ربما ذبلت.. وقد لعبت فيها كثيرا.
 
كنت أركض خلف الكرة, وأحيانا بالصدفة تأتيني وأقذفها.. على مرمى الخصم, وأحيانا أنسل بين اللاعبين دون أن يعرف أو يحس أحد وأركض معهم.. وانسحب وحدي, وأغضب وحدي..
ميزة كرة القدم, أنها ترتبط بالجهد الجماعي وبالجهد الفردي للاعب وفيها الأنانية, فيها قوة البدن وضعفه, وهي تبرز ذكاء اللاعب من الغباء.. هي أيضا تبرز اللياقة البدنية, والأهم أنها تبرز أخلاق الفرد اثناء اللعب..
في طفولتنا اختلفت كرة القدم, عن غيرها من الألعاب فصاحب الكرة هو من يقرر.. هدف أم لا, وعلينا أن نجامله ونقذف له الكرة.. حتى نستمر في اللعب, وإذا خالفنا رأيه.. فقد يأخذ كرته ويعود للمنزل.. وإذا تعرض للخشونة, فمن الممكن أن ينادي عطوفة الوالدة وذات مرة فعلها أحدهم, وجاءت عطوفتها.. وأشبعتنا شتما وهربنا..
مجتمع الإعلام في بلادنا يشبه مجتمع كرة القدم في طفولتي, تحاول عبثا أن تكون لاعبا رئيسيا, مع أنك تملك قدرات اللاعب ومع ذلك يتم تهميشك..
بعد رحلة عمرها (23 (عاما في الصحافة, سألت نفسي ذات مرة لماذا لست لاعبا رئيسيا في الملعب, واكتشفت أنني ما زلت ألعب (بالفروة).. لم أخلعها عن كتفي لهذا صرت هامشيا.