Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Jan-2020

ترمب وقراره الخاطئ بشـأن العـراق

 الدستور-افتتاحية – واشنطن بوست 

كان الجنرال قاسم سليماني عدوًا قويًا للولايات المتحدة وكان مسؤولًا عن مئات القتلى الأمريكيين، بالإضافة إلى عدد لا حصر له من الأعمال الوحشية في العراق وسوريا ولبنان وأماكن أخرى. كانت وفاته جراء غارة بطائرة دون طيار قد ابتهج لها حلفاء الولايات المتحدة والقوات التقدمية في جميع أنحاء المنطقة. ومع ذلك، هذا لا يعني أبدا أن قرار الرئيس ترمب باغتياله كان قرارًا حكيمًا، أو أنه سيفيد في نهاية المطاف المصالح الأمريكية.
إن عواقب الهجمة لا يمكن التنبؤ بها، ولكن لا يمكن أن ننكر الخطر بأن الولايات المتحدة  سوف تجر بشكل أعمق إلى الشرق الأوسط وصراعاتها. بعد أن أوضح أنه يريد سحب الدولة خارج تلك الصراعات، وبعد أن قال مؤخرًا يوم الثلاثاء إنه يريد السلام مع إيران، ارتكب السيد ترمب عملية تصعيد وينشر الآن أكثر من 4 آلاف جندي إضافي في الكويت لتحمي من الضربات الإيرانية.
من المحتمل بالتأكيد أن يكون لعمليات القتل تأثير ردع المزيد من الهجمات الإيرانية على الأمريكيين، مثل الضربة الصاروخية التي قتلت مقاولًا أمريكيًا في قاعدة عراقية التي وقعت قبل فترة وجيزة، أو الهجوم الذي شنته الميليشيات المدعومة من إيران على السفارة في بغداد مؤخرا. قد يؤدي فقدان سليماني إلى إزعاج وإحباط قوات الميليشيا التي قادها. إن إدارة ترمب وبشكل واضح تأمل في أن تمتص طهران الضربة وتتراجع، وهذا هو السبب في أن وزير الخارجية مايك بومبو استمر في الحديث مؤخرا عن «وقف التصعيد».
لكن إيران قد تختار القيام بضربة عكسية، إن لم يكن فورًا في الأيام والأسابيع القادمة. وإن الأهداف التي تقع ضمن ما يستطيع الإيرانيون الوصول إليه هي السفارات الأمريكية والمواطنين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والشحن في الخليج العربي، وحقول النفط السعودية والمدن الإسرائيلية التي استهدفها سليماني بآلاف من الصواريخ. هل فكر السيد ترمب ومساعدوه في ردود الفعل الإيرانية المحتملة واستعدوا لها بالكامل؟ هل لدى الإدارة هدف واضح؟ بينما كان السيد ترمب لا يزال يكتب تغريداته على موقع توتير عن التفاوض، بدا أن بعض مساعديه ميالون إلى تغيير النظام في طهران.
على المدى القصير، على الأقل، فإن مقتل سليماني مع قائد كبير في الميليشيات العراقية قد جعل تحقيق هذين الهدفين أكثر صعوبة. لم يكن الجنرال البالغ من العمر 62 عامًا هو ليس مهندس العدوان الإيراني في جميع أنحاء الشرق الأوسط فحسب، بل كان أيضًا بطلاً للعديد من الإيرانيين، الذين قد يحتشدون الآن حوله وحول النظام. في العراق، حيث تعرض سليماني لضغوط من المظاهرات المناهضة لإيران، قد ينقلب الزعماء السياسيون على الولايات المتحدة، من خلال تصويت برلماني لطرد القوات الأمريكية والذي سيكون انتصارا إيرانيا كبيرا.
عندما تولى السيد ترمب منصبه، كان البرنامج النووي الإيراني هادئاً وتهديداته التي تهدد المصالح الأمريكية يمكن السيطرة عليها. لقد سحب الولايات المتحدة من المعاهدة التي حدت من نشاط إيران النووي، وصعد من العقوبات على النظام. لقد انحاز في المعركة الإقليمية بين النظام السني في المملكة العربية السعودية والنظام الشيعي في إيران. الآن، رغم أن التهديدات قصيرة وطويلة الأجل من روسيا والصين وكوريا الشمالية تتطلب اهتماما ملحا، فإن الولايات المتحدة تجد نفسها في مواجهة أكثر توترا مع إيران. لم يقدم السيد ترمب أي تفسير لماذا هذا الأمر يعد في مصلحة أمريكا الإستراتيجية.