Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Mar-2018

المعسكر البغيض - أسرة التحرير

 

هآرتس
 
الغد - إن دور المعارضة في الأزمة الديمقراطية هو انتقاد الحكومة وعمل كل ما هو ممكن كي تسقطها وتستبدلها بحكومة اخرى، في كل وقت. والا فإنها تخون دورها. هذه القاعدة الاساسية لا يعرفها حزب المعارضة الرئيس في إسرائيل، المعسكر الصهيوني. هناك يفكرون بان مواصلة ولاية الحكومة الحالية هو أمر معقول، في ظروف معينة على الاقل.
في الأزمة السياسية الاخيرة اتحد كبار قادة المعسكر الصهيوني ضد رئيس حزب العمل، آفي غباي، فمنعوا عمليا سقوط حكومة نتنياهو. لقد رد غباي على احتمال الانتخابات المبكرة مثلما ينبغي لكل زعيم معارضة أن يرد: فقد ايد تقديم موعدها، وبدأ يستعد لها. ولكن جبهة موحدة من كبار أعضاء كتلته، النواب شيلي يحيموفيتش، تسيبي ليفني، يتسحاق هيرتسوغ ويوئيل حسون، عملوا لاحباط الاحتمال وعمليا ضمان استمرار ولاية الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ الدولة. 
وكانت تبريراتهم تكتيكية، وكانت لديهم ذرائع بما يكفي، مثلا، من الأفضل انتظار قرار المستشار القضائي للحكومة حول تقديم بنيامين نتنياهو إلى المحاكمة وعندها التوجه إلى الانتخابات، ولكن من خلفهم كانت الاستطلاعات الاخيرة التي تنبأت هزيمة للمعسكر الصهيوني. واضح الان بان الهزيمة جديرة بالفعل لهذا الحزب الذي فقد ما تبقى من طريقه.
لقد خاف رؤساء المعارضة في إسرائيل على مستقبلهم السياسي أكثر مما خافوا على مستقبل الدولة. وفي هذا فإنهم لا يختلفون عن رئيس الوزراء، الذي تعد نجاته من لوائح الاتهام الآن هي الدافع الرئيس لعمله. فلا يمكن لأي اعتبار توقيتي أن يكون لحزب المعارضة الرئيس ليحبط التوجه إلى الانتخابات وربما أيضا الفرصة لاسقاط الحكومة. فقد وقعت في يد المعسكر الصهيوني فرصة ذهبية لوضع حد لحكومة اليمين المتطرفة، التي تتزايد اضرارها على الدولة، الاضرار التي بعضها لا مرد له. ولكن المعسكر الصهيوني فضل اعتبارات ضيقة. بعد سنين من الاشتباه به بالتطلع إلى الارتباط بحكومة الليكود يتبين هذا الحزب أيضا كمن يخون دوره المعارض.
لقد سخر نتنياهو في خطابه في الكنيست من رؤساء المعسكر الصهيوني لما تلبسهم من خوف من الانتخابات. وهو محق: لقد كان خصومه جديرين بالسخرية.