Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Aug-2017

هدف محدد مسبقا - أسرة التحرير

 

هآرتس
 
الغد- الشيخ رائد صلاح، رئيس الجناح الشمالي في الحركة الإسلامية اعتقل هذا الأسبوع للاشتباه بإطلاق تصريحات تحريضية. وعلى حد قول الشرطة، ففي جنازة الثلاثة من ام الفحم، الذين ارتكبوا العملية في  الحرم القدسي في الشهر الماضي، القى صلاح خطبة حيا فيها العملية وحرض لـ"حرب على الحرم". وقد القي الخطاب قبل شهر، وهذه فترة زمنية كان يمكن لصلاح ان يواصل فيها التحريض ودفع الشبان الفلسطينيين الى تنفيذ العمليات؛ وبالتالي فان التأخير في اعتقاله يثير العجب. إذ  انه حتى لو كان حرض، يبدو ان الشرطة لا ترى في اقواله تهديدا واضحا وفوريا على أمن الدولة؛ والا لكانت بالتأكيد سرعت في اعتقاله.
ولكن صلاح اصبح منذ زمن بعيد هدفا محددا مسبقا. وزير الدفاع، افيغدور ليبرمان ووزراء آخرون طالبوا منذ الشهر الماضي باعتقاله اداريا، الطلب الذي رده المستشار القانوني، الذي شرح بان ليس في اقواله تحريض على العنف. كما أن قاضي محكمة الصلح في ريشون لتسيون مناحيم مزراحي، الذي بحث امامه في  طلب  الشرطة اعتقال صلاح، لم يقتنه بان كل اقواله مصابة بالتحريض بل وتحفظ من بعض الادعاءات بقوله انه "يجد وجه شبه مع احتفالات التأبين من دين آخر، ولكن هذا لا يعتبر تحريضا". ولكن يبدو أن حتى هذه التلميحات الواضحة، عن مس محتمل بالحقوق الدستورية لصلاح لم توقف الشعبويين في الحكومة وفي  الكنيست عن حملة ملاحقتهم للمشبوه الفوري.
 ان التحريض هو مخالفة متملصة، تخضع لتفسير واسع، ومدى تأثيره على سامعيه موضع خلاف إذا ما قررت المحكمة أن أقوال صلاح هي بالفعل مخالفة، فهو جدير بعقاب مثل كل مجرم آخر.  لقد سبق لصلاح أن مكث في السجن على مدى تسعة اشهر على اقوال تحريض اطلقها قبل سنوات. ومع ذلك، يخطئ أولئك الذين يريدون إبعاده عن الساحة العامة اذا كانوا رأوا في ذلك  طريقا لاخفاء التوتر وتهديدات المواجهة على الحرم بضربة واحدة.  
 مثلما اثبت السلوك الفاشل للحكومة في الاحداث الاخيرة، فان الحرم القدسي هو مصدر  ثابت للمواجهات بسبب مكانته الخاصة في نظر كل المسلمين، سواء استمعوا لاقوال صلاح أم لا. ومعالجة المكان تستدعي الحكمة، الحساسية والمراعاة التي بدونها من المتوقع لكل حركة غير محسوبة ان تتطور الى أزمة دولية.
  مثال على ذلك هو الازمة مع الاردن، القطيعة مع السلطة الفلسطينية ودور الولايات المتحدة في القضية، التي كان ينبغي لها ان تنتهي في خطوة دبلوماسية هادئة. لعل صلاح يركب بالمجان على احداث كهذه ويعظم بذلك مكانته، ولكن ليس في ذلك ما يجعله يعتقل للاشتباه بالتحريض. من الافضل اطلاق سراحه فورا وتوجيه المساعي لاعداد انظمة الزيارة في الحرم.