Wednesday 1st of May 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Dec-2019

حجارة من سجيل..!*رشيد حسن

 الدستور

ونحن نعيش ذكرى انتفاضة الحجارة، والذي صادف يوم امس التاسع من كانون اول، نجد انفسنا مدفوعين للتأكيد على حقيقة الحقائق وهي: أن هذه الانتفاضة المجيدة، هي ثورة الثورات في التاريخ الفلسطيني لا يوازيها اهمية الا الثورة الكبرى... ثورة 1936..
فثورة الحجارة تعتبر من أهم ثورات الشعب الفلسطيني، لا بل وتنفرد على مستوى التاريخ الانساني بفرادة لم تسبق لها ثورة أخرى وهي: اعتماد الشعب الفلسطيني على الحجر، كاداة وحيدة للمقاومة، والتصدي للمحتلين الغزاة.. لالياتهم ومجنزراتهم، وبمنتهى الشجاعة والجرأة، وهو ما اربك العدو، وجعله يفقد القيمة الحقيقية لقوته، ولسلاحه المتفوق على جميع اسلحة الدول العربية مجتمعة..
أهمية انتفاضة الحجارة انها فاجأت العدو، وفاجأت حتى القيادة الفلسطينية، والتي كانت تعيش ظروفا صعبة، بعد خروجها من بيروت، وقلبت هذ الانتفاضة الطاولة في وجه اعداء الشعب الفلسطيني، الذي حاولوا تصفية القضية، والعودة بها سنوات طويلة الى الوراء..
نقلت الانتفاضة ثقل النضال الفلسطيني من الخارج الى الداخل، وانهت والى الابد استراتجية مهاجمة العدو عبر الحدود، واستبدلت «الكلاشنكوف» بالحجر.. في ظل الاختلال الكبير في موازين القوى.. وانحاز الشعب الفلسطيني الى خيار المقاومة السلمية، معتمدا على الحجر.. والمقلاع.. حجارة من سجيل... فقال ما لم يقله أي سلاح، وبلغة عربية فصيحة: ارحلوا.. ارحلوا.. عن ارضنا. عن قدسنا..
لقد كشفت هذه الثورة عن عبقرية الشعب الفلسطيني.. وقدرته على ابتكار اليات ووسائل نضالية لم تخطر ببال العدو وحلفائه، فكان سلاح الحجارة، وكان جنرالات الحجارة .. الذين تصدوا بجرأة غير مسبوقة لدبابات «الميركافاه» .. فاستشهد عدد كبير منهم، وكانت الايقونة ..فارس عودة .. وستبقى مثالا ساطعا على جرأة هؤلاء الاطفال.. وشجاعتهم الاسطورية .. واقدامهم على الشهادة ليحيا الوطن.. ويعود حرا .. فيزهر برتقال حيفا ويافا .. ويعود الحصادون الى حقولهم .. وتصهل الخيول في مرج ابن عامر..
لقد فاجأ شعب الجبارين العدو بثورة الحجارة، وفاجأهم بعد ذلك بهبة السكاكين، وبالطائرات الورقية، التي حرقت قلوب رعاع المستوطنين.. قبل ان تحرق حقولهم.. وفاجأهم قبل ذلك وبعده .. بالاقدام على الشهادة والاستشهاد، وقد أصبحت هذه القيم العظيمة جزءا أصيلا من مقومات هذا الشعب .. لا بل اصبحت سر وجوده، وسر صموده..
وهاهم المرابطون في ساحات الاقصى والقيامة، وفي كل شبر من ارض فلسطين يهزمون العدو بصمودهم الاسطوري، ويجبرون الارهابي «نتنياهو» على ازالة بوابات الاقصى الالكترونية، ويجبرونه على فتح باب الساهرة بعد اغلاقه «17»عاما .. ويؤكدون كل يوم بانهم هم اليد الاعلى، الذين يمسكون بزمام المبادرة، ويفاجئون العدو، ويحولون المستوطنين الى فئران مذعورة..
رسالة شعب الجبارين الى القياد والنخب السياسية في ذكرى انتفاضة الحجارة هي :
 ان تخرج من مربع التردد، وتعلن على الملأ الغاء « اوسلو».. وتمزيق ورقة الاعتراف ب «دولة» العدو.. واجراء الانتخابات ..والعودة الى المقاومة بكل صيغها وتجلياتها.
والرسالة الثانية الى العدو الذي يعيش ازمة وجودية خانقة تنذر بنهايته، بعد ان تحول الى كيان عنصري حاقد، ان مصيركم الى زوال كمصير الامم التي سبقتكم .. فالارض الفلسطينية لا تقبل ان يعيش على اديمها الطغاة، وتلفظهم كما يلفظ البحر الجيف ..
والمجد لاطفال الحجارة الذين اثبتوا ان الشعب الفلسطيني هو فعلا شعب الجبارين..