Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Jan-2018

الأيدي الأجنبية في عشرية الجزائر السوداء !! - د. سمير قطامي

 الراي - هل نحن مسكونون بنظرية المؤامرة ؟ ألحّ علي هذا السؤال وانا أطالع بعض التسريبات والأخبار التي تتوارد من هنا وهناك على مواقع التواصل الاجتماعي ، وأقرأ بعض الوثائق الإسرائيلية المفرج عنها بحكم التقادم الزمني ، والوثائق التي ينشرها ضابط المخابرات الأميركي السابق إدوارد سنودن، بما فيها من معلومات مذهلة تكشف ، باعتراف أصحابها ، حجم المؤامرات التي تعرّضت لها أمتنا وما تزال.

عندما نشرت في «الرأي» منتصف شهر تشرين الثاني مقالة عن إحدى وثائق إدوارد سنودن التي تحدّث فيها عن المؤامرة الأميركية البريطانية الإسرائيلية التي حيكت للعراق وسوريا وحزب االله سنة 2004 ،وقبل ما يسمى بالربيع العربي، استغرب كثيرون هذه المعلومات، وشكّك بعضهم بمدى دقتها، بل كاد بعضهم أن يتهمني بالتضليل وتغيير الحقائق لمآرب خاصة، ولم يخرجني من تلك الدائرة إلا حديث حمد بن جاسم، رئيس وزراء قطر السابق الذي اعترف في حديثه لمحطة الإذاعة البريطانية بحجم المؤامرة على سوريا، الضالعة فيها أميركا وبريطانيا وفرنسا وتركيا وبعض دول العربية، والذي تطابق مع ما أورده سنودن في وثائقه.
سقت تلك المقدّمة لأن ما عثرت عليه من معلومات وأسرار ما تزال خافية على الغالبية العظمى من الناس ، حول العقد الدموي الذي عاشته الجزائر من سنة1992-2002 ، يكاد لا يصدّق ، وستجد كثيرين يشكّكون بما يرد من معلومات ، ويغمزون بمن أورد الأقوال! فقد روي عن رئيس وزراء الجزائر سنة 1999 علي بن فليس، الذي شغل كثيرا من المواقع الحساسة في الدولة وفي حزب جبهة التحرير، أنه حكى
القصة التالية عندما كان رئيسا للوزراء مطلع القرن الحادي والعشرين:
بقول بن فليس إنه استدعي في أحد الأيام ، على عجل ، لمقابلة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ليجد عنده السفير الأميركي وثلاثة من موظفي المخابرات الأميركية، ويطلب منه الرئيس أن يسمع ما يقوله السفير الأميركي.. قال السفير: إذا أردتم أن تنتهي حالة العنف في بلادكم عليكم أن توافقوا على شروطنا.. كان ذلك ونهر من الدم الجزائري يسيل في كل أرجاء البلاد، بمدنها وأريافها، والمنظمات الإسلامية المتطرفة تمعن في الناس ذبحا وتقتيلا، والحكومة عاجزة عن وضع حدّ لتلك المذابح.
سأله الرئيس بوتفليقة ما هي الشروط ؟ أجابه السفير هي :
1 -إيداع أموال مبيعات النفط في أميركا.
2 -إيداع أموال مبيعات الغاز في فرنسا.
3 -عدم مناصرة المقاومة الفلسطينية.
4 -عدم مناصرة إيران وحزب االله.
5 -لا مانع من تشكيل حكومة إسلامية شبيهة بما لدى تركيا.
 
يقول بن فليس: وافق الرئيس الجزائري على كل الشروط لإخراج البلاد من حمام الدم والفوضى التي كانت تعصف بها.. عند ذلك قال السفير سنتحدث نحن مع كافة الأطراف لإعلامهم باتفاقنا، فسأله الرئيس: من هي هذه الأطراف؟ أجابه السفير: فرنسا وإسرائيل ودولة عربية(...).
 
إسرائيل، وإسرائيل تقوم بإرساله إلى فرنسا، وفرنسا بدورها تقوم بإيصال السلاح إلى الإرهابيين عن طريق بعض ضباط الجيش سأله الرئيس: ما علاقة هذه الدول بما يجري في بلادنا؟ أجابه السفير: الدولة العربية تلك هي التي تقوم بتمويل شراء السلاح من المرتشين والذين يتعاملون معها!! أضاف السفير نحن سنرتب الأمر مع فرنسا وإسرائيل، وأنتم تقومون بالاتصال بالدولة الخليجية.
 
يقول بن فليس إن الرئيس قد طلب منه أن يسافر فورا إلى تلك الدولة، وقد فعل، وقابل رئيس تلك الدولة، ولكن الأخير رفض ما طلب منه بشمم، فما كان من بن فليس إلا أن اتصل بالسفير الأميركي وأخبره بفشل مهمته، فطلب منه السفير الانتظار بعض الوقت إلى حين أن يكلمه، وما هي إلا دقائق حتى عاد رئيس تلك الدولة ليقول لابن فليس: أبشروا أبشروا.. وهكذا توقف الدعم المالي والتسليحي، ثم قامت أميركا بتزويد الجيش الجزائري بإحداثيات مواقع الإرهابيين وأوكارهم، ليقوم الطيران بقصفهم وتدمير مراكزهم، فيتوقف الإرهاب، وينحسر شلال الدم الذي استمر عشر سنوات وكاد يغرق البلاد والعباد، ويعلن الرئيس الجزائري العفو العام..
 
وبعد أليس لنا الحق أن نتساءل: هل تقوم الثورات، وتدمّر الدول، لأسباب داخلية صرف لا علاقة لها بالخارج، أم أن الأجنبي الذي يسيل لعابه على نفط المنطقة العربية وغازها، هو الذي يتحكم بنا من خلال مراكز التمويل الأجنبي، والشباب المدرّبين على تحريك الشارع وإثارة الجماهير باسم الحرية والديمقراطية؟