Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Aug-2018

ماذا يجري بين حماس واسرائيل؟.. أهِيِ مُجرّد «هُدنَة»؟ - محمد خروب

 

الراي - أن يلتئم المكتب السياسي لحركة حماس لاول مرة في غزة, ويصل صالح العاروري نائب رئيس المكتب اسماعيل هنية للقطاع, مُطمئِناً انه لن يكون هدفاً لقوات العدو, وهو المطلوب رقم "1 "على قائمتها الطويلة، بذريعة انه يتولّى التخطيط والتمويل واصدار الاوامر لخلايا حماس في الضفة الغربية للقيام بعمليات ضد قوات الاحتلال، وان تنتهي اجتماعات المكتب السياسي ومجلس شورى الحركة ساعات معدودات قبل الاجتماع الاسبوعي لحكومة اليمين الفاشي في اسرائيل (اليوم), وخصوصاً تأجيل زيارة نتانياهو لكولومبيا, مترافقاً ذلك كله مع تسريبات تكاد تكون متطابِقة إلاّ في بعض الجزئيات التي لا تُغيّر كثيرا في السيناريو المُتوقَّع. يعني ان ثمة"صفقة"في طريقها للتشكُّل, وان الامور التقنية وخصوصاً التي تأخذ الطابع"الشكلاني"الذي يحرص عليه الجانب الحمساوي تحديداً، ليست ذات شأن في ما بدت انها"هدنة طويلة"قد بدأت تشقّ طريقها بين حركة حماس والجانب الاسرائيلي بوساطة مصرية واخرى أُممية (عبر المبعوث الدولي نيكولا ميلادينوف، الذي بات يحظى اخيرا برضى الدوائر الصهيونية، بعد أن خلعت عليه صفة المحايِد والنزيه، متناسين حملاتهم الشنيعة والتحريضية عليه)، يضاف الى تلك الوساطتين اللتين تبدوان على تنسيق، تحرّكات في اتجاه"دولة خليجية"لتأمين الاموال اللازمة لـِ"تزييت"بنود هذه الهدنة التي تُوصَف بأنها ذات طابع "إنساني"وإن كان يصعب فصل الانساني عن"السياسي"في القضية الفلسطينية.
وهنا تكمن المخاطر التي يُحذّر منها كثيرون, وبخاصة ارتباطاتها بمشروع التصفية الاميركي الذي بات يحمل اسم"صفقة القرن"وتحد يداً لأن"قطاع غزة" هو العنوان"الج ديد"لهذه الصفقة الخبيثة والمُدمِّرة على ما كشفه صهر الرئيس الاميركي جارد كوشنر، في مقابلته الطويلة (وغير البريئة) مع صحيفة القدس المقدسية الفلسطينية قبل اسابيع.
بمقدور حماس ان تتكئ (وهي تفعل ذلك)على المعاناة الانسانية غير المسبوقة لاهالي قطاع غزة، بفعل الحصار الصهيوني وعمليات القتل المُمنهج وإغلاق المعابر والحصار البحري وتقليص مساحة الصيد البحري، وغيرها من الاجراءات النازية التي يبرع فيها الاحتلال، كي تمضي (حماس) لتسوية او هدنة مرحلية مع العدو الصهيوني، ستخرج علينا بعد التوقيع عليها (وليس ثمة ضمانات لالتزام اسرائيل بها، حتى لو كانت بوساطة عربية أو أُممية)، بانها إنجاز وانها"أجبرَت"حكومة نتانياهو على الركوع, وانها لم تُقدِّم اي تنازلات بل وخصوصاً انها (الهدنة) جرت ضمن وفاق وطني مع الفصائل الفلسطينية الاخرى في القطاع.
هذا كله – إن حدث فعلاً اليوم – لن يُغيّر كثيراً في موازين القوى, ولن يُسهِم في تسريع المصالحة الفلسطينية, التي كان من يؤمل إنجازها الاسبوع الماضي, وبخاصة بعد وصول وفد حركة فتح للقاهرة وتسليمه الوسيط المصري ملاحظاته (إقرأ شروطه) على الورقة المصرية، تلك"الملاحظات"التي يبدو انها تعجيزية او على الأقل لم تأت بجديد من سلطة رام االله. ما ادّى بالتالي لمنح الضوء الاخضر لحماس لتمضي قُدماً في إنضاج ظروف الهدنة او كما نُقِل على لسان أحد اعضاء مكتبها السياسي لتعبر الخط الاخير من مرحلة"عضّ الاصابع"بينها واسرائيل.
أياً يكن الترتيب الزمني لتنفيذ"الهدنة", التي ستبدأ بتخفيف الحصار مقابل وقف اطلاق النار والطائرات الحارقة, وتنتهي بالدخول في مفاوضات بشأن اجراء صفقة لتبادل الاسرى والجثث, والتي قد يصر العدو على ان تكون عند بداية سريان الهدنة، فإن الغموض الذي احاط بالتحرّكات التي افضت لهذه النتيجة المُلتبِسة على اي حال، تثير المزيد من المخاوف بأنه حماس بصدد التفرّد في القرار الفلسطيني، واستغلال خلافاتها العميقة وبعضها مقصود مع حركة فتح وسلطة رام االله، لشراء المزيد من الوقت وتحسين علاقاتها مع عواصم عربية معينة، علّها في يوم من الايام تحصل على تفويض بِتصدّر المشهد الفلسطيني والإمساك بزمام الأمور، إذا ما وعندما يتم شطب او"إغلاق"سلطة رام االله, سواء بقرار من الأخيرة (ونحسبه مُستبّعَداً) أم بقرار اقليمي ودولي, يرى ان حماس باتت مؤهلة لحمل "العَلَم"بعد ان فكّت ارتباطها بجماعة الاخوان المسلمين وانتظمت في صفوف الإعتدال العربي, وقامت بالإستدارات والإنعطافات"المطلوبة"...على أكمل وجه.
هل نظلِم حماس باستنتاجاتِنا..هذه؟ ونُحمِّل مسعاها الأخير هذا...اكثر مما يَحتمِل؟ الأيام ستكشِف المخبوء.
kharroub@jpf.com.jo