Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Jun-2017

نقص أطباء الاختصاص أزمة تتفاقم في المحافظات

 

محمود الطراونة
عمان-الغد-  مع استمرار تدني منسوب أغلب الاختصاصات الطبية بوزارة الصحة يعاني معظم المواطنين من المؤمنين صحيا وغير المؤمنين وبشكل خاص بالمحافظات الطرفية في المملكة، من عدم تمكنهم من تلقي خدمة صحية يكون غيابها أحيانا سببا لموتهم، بحسب ما سجل ببعض الحالات مؤخرا.
تلك الاحوال تستدعي من وزارة الصحة وحتى الحكومة ايجاد حل فوري لموضوع الاختصاصات الطبية، سيما وأن نحو 180 طبيبا يغادرون طواعية الخدمة بوزارة الصحة ومستشفياتها ومراكزها سنويا معظمهم من أصحاب الاختصاص، ويقدر مصدر مطلع بوزارة الصحة نسبة النقص الحاصل بالكوادر الطبية وبشكل خاص الاختصاصات بنحو 30 إلى 40 % .
وقال المصدر لـ"الغد" أمس إن إجراءات وزارة الصحة بتفريغ المستشفيات من الخبرات والكفاءات بالتقاعد والنقل وانهاء الخدمات عمق من حجم المشكلة، ذلك أن الاختصاصيين من الاطباء يتمركزون على قلتهم بالمستشفيات الكبيرة، وما لم يوضع حل عاجل وحاسم بحسبه، فإن هذه الظاهرة ستؤثر بشكل سلبي ومباشر على صحة وسلامة المرضى في المحافظات.
ودفع النقص بالكوادر الطبية وخاصة الاختصاصات العديد من المرضى للبحث عن حلول بديلة، فيما تسبب بوفيات في المناطق الطرفية، وقصة الطفلة سدين شمال المملكة خير مثال، والتي قضت بعد معاناة شديدة بسبب بطء إجراءات حصولها على اعفاء طبي يمكنها من الانتقال لمستشفى الملك المؤسس والذي يضم اختصاصيا لحالتها في ظل عدم وجود اختصاصي بمستشفى الأميرة بسمة والتي كانت تنتظر فيه وسيلة للعلاج. 
حادثة أخرى تجسد موضوع نقص الكوادر الطبية والاختصاصات وهي ما حدث مع الشاب المرحوم عبادة العقاربة الذي تعرض لحادث دهس في الكرك من مركبة انشائية وظل ينزف ليومين بسبب عدم وجود طبيب متخصص بالاوعية الدموية بمستشفيات محافظة الكرك، وحتى بمناطق الجنوب إلى أن فارق الحياة.
وتثور تساؤلات حول سبب ظاهرة نقص الخدمات الطبية وعجز وزارة الصحة عن تأمين اختصاصات دقيقة في المستشفيات الحكومية، وهي قضية باتت تؤرق مواطنين والتي يعزوها البعض إلى تدني دخول الاختصاصيين بالمستشفيات الحكومية، مقابل الإغراءات الكبيرة التي تقدمها مستشفيات القطاع الخاص وعدم وجود خطة استراتيجية للموارد البشرية في الوزارة لتعويض النقص الحاصل، ولعل نقص مخصصات الوزارة يلعب دورا في القضية.
وهذا ما أكده مصدر مطلع في الوزارة لـ"الغد"، والذي قال إن القطاع الصحي العام "يعاني من نزيف في الخبرات والكوادر الطبية المؤهلة لتعاظم الحوافز المقدمة لهم من القطاع الخاص والاهمال الشديد في الابتعاث والتعويض بالاطباء المختصين بوزارة الصحة". وبهذا الصدد يقول مدير صحة الكرك الدكتور زكريا النوايسة لـ"الغد " إن اختصاصات القلب والاوعية الدموية والاعصاب غير متوفرة بمحافظة الكرك، ومنذ شهر فقط أوعز وزير الصحة محمود الشياب بتغطية النقص من خلال ارسال طبيب للقلب وآخر للاعصاب ليومين بالاسبوع من المدينة الطبية ومستشفى البشير فيما لا يوجد اختصاصي للاوعية الدموية بوزارة الصحة كلها باستثناء طبيب واحد.
وأضاف أن المستشفيات بالمحافظة "غير مؤهلة لاجراء عمليات الجراحات الدقيقة، كالقلب المفتوح والتي تستلزم عددا من الاطباء الاختصاصيين وغرف عناية حثيثة مجهزة".
فيما أكد المصدر أن الأطباء يعرضون عن العمل بوزارة الصحة، وأن 180 طبيبا يخرجون طوعيا من المستشفيات الحكومية سنويا بسبب نقص الحوافز، مشددا على أن الكثير من الاختصاصات الطبية باتت مفقودة من المستشفيات الصحية. كما أكد أن تخصصات طبية معينة كالتخدير لعمليات القلب غير موجودة بمستشفيات وزارة الصحة الكبرى.
وزارة الصحة قالت على لسان ناطقها الإعلامي حاتم الازرعي أنها زودت المستشفيات بأكثر من 100 طبيب من مختلف الاختصاصات من خلال عقود شراء خدمة وتعاقد معهم لتغطية النقص الحاصل بالمستشفيات في مختلف المواقع، مشيرا الى أنه يوجد بوزارة الصحة أكثر من خمسة آلاف طبيب بينهم أكثر من 1000 طبيب أسنان.
ويعد أطباء الاختصاص من القلة، قياسا بحاجة 33 مستشفى، حيث لا يزيد عددهم عن 1300 طبيب من مختلف التخصصات، بحسب الازرعي.
ويتركز النقص وفقا لمصادر طبية بوزارة الصحة في تخصصات الأعصاب والتخدير وجراحة الأعصاب والغدد، والقلب حيث يوجد طبيب غدد واحد فقط في الوزارة، كما يوجد طبيب أعصاب باطني واحد، فضلا عن وجود نقص في أطباء العظام، وعدم وجود أطباء في تخصص الروماتيزم وطبيب واحد للاوعية الدموية.
كما يوجد في وزارة الصحة نحو 30 ألف موظف، فيما يبلغ عدد الأسرة في المستشفيات الحكومية نحو 5500 سرير، فيما تعاني المستشفيات الحكومية نقصا في أسرة العناية الحثيثة والخداج والعناية المتوسطة، وتكاد تكون مفقودة او شحيحة بالمحافظات الطرفية بالشمال والجنوب.
عضو مجلس النواب النائب وفاء بني صطفى بدورها وجهت الاسبوع الماضي نقدا حادا لوزارة الصحة على واقع نقص الخدمات والاختصاصات في مستشفيات وزارة الصحة بمحافظات الشمال، مشيرة إلى أن على وزارة الصحة تعزيز الاختصاصات وتحسين مستوى الخدمة فيها.
وأضافت أن من حق المواطنين خدمة مميزة وعلاجا فوريا مناسبا.