Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Jan-2018

فرص التسوية - احمد ذيبان

الراي -  ثمة خياران لايجاد حل للقضية الفلسطينية ،التي تعتبر «أم القضايا «العربية، الخيار السياسي أو العمل العسكري ! ومن السذاجة التفكير بالخيار العسكري،في ظل حالة الانهيارالعربي الراهنة ،وهي أسوأ عصور الانحطاط العربي منذ عقود.

أما خيار التسوية السياسية ،فهو متعثر ويخضع الى مساومات ومراهنات، وشروط مذلة للفلسطينيين ، وقد مضى نحو ربع قرن على اتفاق أوسلو وتداعياته ومفاوضات تلد مفاوضات، والنتيجة الدوران في حلقة مفرغة بلا جدوى ، ويمكن اختصار المشهد ، بشخص قوي البنية يغتصب حقوق شخص آخر، ويتعارك معه ويطرحه أرضا ويضع قدمه فوق جسده ،ويطلب منه الموافقة تحت التهديد على التنازل عن حقوقه وتوقيع اتفاق على ذلك ! والطرف القوي هنا هو اسرائيل بفضل الدعم الأميركي،أما الطرف الضحية فهو الشعب الفلسطيني ،الذي لا يملك غير إرادته وتمسكه بحقوقه ،ويعاني من خذلان أشقائه العرب !
وجاء قرار الرئيس الاميركي ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، ونقل سفارة بلاده الى المدينة ليزيد الطين بلة، بل أن ادارة ترمب تمادت في محاولتها إذلال الفلسطينيين، بسبب رفضهم القرار المتعلق القدس، فهي تريد أن تعاقبهم حتى على التذمر ، كما وتنطوي على غطرسة وعجرفة ، حيث « تعاير» الفلسطينيين بتقديم مساعددات لهم تقدر بمئات ملايين الدولارات ،لكن الرئيس عباس عكستها التصريحات الاميركية خلال الايام الماضية على لسان الرئيس ترمب والمندوبة الاميركية في الامم المتحدة نيكي هايلي ، رد بتوجيه» إهانة « للرئيس ترمب.
أغلب المساعدات الاميركية ، يتم تخصيصها للأجهزة الأمنية الفلسطينية ، وهي أجهزة لم يتم انشائها لمحاربة الاحتلال ،وغير مؤهلة لذلك ومقراتها مكشوفة أمام الاحتلال ،وتشكل أهدافا سهلة للجيش الصهيوني ، فضلا عن أن اتفاق أوسلو وملحقاته فرض على السلطة الفلسطينية ،الدفاع عن الأمن الصهيوني من خلال ما يعرف بالتنسيق الأمني ،وذلك بملاحقة ما يوصفوا ب» الإرهابيين»، أي المقاومين الفلسطينيين!
وعلى أية حال ، فإن ذلك هو جزء من كارثة أوسلو ،التي جعلت السلطة الفلسطينية رهينة للمساعدات الخارجية، وهي بالتأكيد ليست مساعدات خيرية بل لها ثمن سياسي ،وبخاصة فيما يتعلق بمساعدات أميركا ، وهي الداعم الرئيسي لدولة الاحتلال الاسرائيلي، وبالنتيجة ها هي السلطة الفلسطينية تتعرض للابتزاز المالي والسياسي والتهديد بقطع المساعدات وفرض عقوبات ،اذا لم تعد الى طاولة المفاوضات وفق الشروط الاسرائيلية- الاميركية ، بل أن العقوبات طالت اللاجئين الفلسطينيين ، بتعليق نصف المساعدات الاميركية ل»الونروا» ، لأن السلطة الفلسطينية تجرأت ،واعتبرت الوساطة الاميركية في المفاوضات «غير نزيهة»، بعد القرارالمتعلق بالقدس وما تسرب من تفاصيل ،عن خطة لتصفية القضية عرفت ب « صفقة القرن « التي وصفها عباس ب «صفعة القرن « !
لقد جاء الرئيس ترمب، ليكشف الوجه الحقيقي للسياسة الاميركية، لمن كان ساذجا يحسن الظن بها ، بعد ثماني سنوات أمضاها الرئيس اوباما في البيت الابيض، وكانت الرهانات عليه كبيرة بعد خطابه في جامعة القاهرة في مستهل ولايته الاولى ، لكنه في الواقع لم يقدم غير الكلام المعسول !
ان تحقيق تسوية سياسية تنطوي على حد أدنى من التوازن، بعيدا عن الانفراد بالفلسطينيين وإذلالهم، يتطلب توظيف مختلف أوراق الضغط العربية المتاحة اقتصادية وسياسية وهي قوية وفعالة، رغم أن ذلك قد يبدو تفكيرا غير واقعي في ظل حالة الانهيار الراهنة، وتسابق البعض للتطبيع مع دولة الاحتلال في السر والعلن. ويبقى خيار الفلسطينيين الوحيد هو تصعيد لهجة الرفض لمحاولة إذلالهم، التي بدأها الرئيس عباس في اجتماع المجلس المركزي ،بانتقاد غير مسبوق للسياسة الاميركية ،وتسريع انجاز المصالحة الوطنية بدون مناورات وخداع، والعمل على إلغاء اوسلو ، وتفعيل مختلف أشكال المقاومة الشعبية.
Theban100@gmail.com