Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Feb-2019

شفقة على اليهود فقط

 الغد-هآرتس

 
جدعون ليفي
 
14/2/2019
 
حزب العمل اختار الجيل القادم لليسار الصهيوني؛ من جهة معينة هو اسوأ من اليمين المتطرف. على رأس الحربة يقف شابان طموحان واجتماعيان ويساريان مع قيم متفوقة وضمير ويسعيان إلى الخير. ستاف شبير وايتسيك شمولي الواعدين. منذ ايام لوفا الياف لم يكن لحزب العمل شخصيات مثالية مثل هذين الشخصين. أين لم يتطوعا، أين لم يتجندا لمساعدة الضعفاء، أين لم ينفجرا بالبكاء ازاء سوء مصيرهم. الاثنان هما اختراع إسرائيلي وحشي، طفرة مخيفة: يسعيان إلى الخير على قاعدة عرقية، يحاربان من اجل الضعفاء على قاعدة قومية. الشفقة على اليهود فقط. أن تكون جيدا في واقع سيئ عن طريق اغماض العيون وعمى الاخلاق.
الآلية النفسية التي تمثل ذلك هي سرية. كيف يمكن أن نكون انسانيين جدا وذوي ضمائر ونتجاهل الشر المطلق. كيف يكون أن مئات مبتوري الاطراف في غزة نتيجة اطلاق “نقي” للقناصة لم يؤثروا في أي يوم في قلب هذين الشخصين الاجتماعيين. كيف أن الرحيم بالمسنين شمولي يمكنه الصمت على مصير المسنين الذين يعيشون في قفص غزة. كيف تستطيع النسوية شبير أن تصمت على اعتقال بدون محاكمة وبدون نهاية لزميلتها، عضوة المجلس التشريعي الفلسطيني خالدة جرار. كيف يمكن أن يكونا حساسين جدا وفي نفس الوقت لهم قلوب فظة جدا. البكاء على جدتك سعيدة، شمولي، وتجاهل سعيدات كثيرات اخريات يعشن تحت احتلالك.
اليسار الإسرائيلي الجديد، على شاكلتهم، هو يسار عنصري، يضع معايير اخلاقية مختلفة حسب المنبع الوطني. اخلاق مزدوجة. عنصرية وقومية متطرفة ليست فقط بتسلئيل سموتريتش وميري ريغيف، بل أيضا شبير وشمولي. الاخيران يعملان من اجل مجتمع اكثر عدلا، ولكن من خلال تجاهل المجتمع الآخر الذي يئن تحته، وهذا تشويه نفسي واخلاقي. بين نفتالي وبينيت الذي يريد ضم وربما اعطاء حقوق وبين شمولي وشبير اللذين يريدان الخير لليهود فقط، أنا أفضل بينيت لأنه لا يزيف الاخلاق.
سيرتهما الذاتية مثيرة للانطباع. شبير كانت لمدة سنة خدمة في جمعية لحماية الطبيعة، شمولي انتقل للسكن في اللد وعين جدي من اجل أن يشكل نموذجا. شبير كانت عضوة بلدية انشغلت بالبناء البيئي، شمولي تطوع ببيت للايتام في بوينس آيريس. شبير كتبت تطوعا في صحيفة لطالبي اللجوء وشمولي انتخب كعضو الكنيست الاكثر اجتماعية. اصغر عضوة في الكنيست الـ 19 و 20 وعضو الكنيست الذي اختير ليكون من بين الثلاثين إسرائيلي الواعدين تحت جيل الثلاثين هما الشيء القادم.
الشيء القادم لا يزور المناطق المحتلة، التي تبعد نصف ساعة عن بيوتهم. ومشكوك فيه أن يكونوا قد التقوا مع اعضاء كنيست عرب. شبير تعلمت في برنامج إسرائيلي فلسطيني في لندن، هناك بالتأكيد التقت مع فلسطينيين، لكن هل لها فكرة كيف تبدو الحياة في مخيم الدهيشة ومخيم الجلزون؟ هل هذا يعنيها اصلا؟ هل هذا يعني شمولي الذي يكثر من البكاء ازاء المعاناة؟ المعاناة الفظيعة لاطفال مرضى السرطان في غزة الذين يموتون بسبب عدم وجود العلاج، لا تسبب له البكاء. زعيم الطلاب السابق لا يعنيه أن طلاب لا يستطيعون الوصول إلى جامعاتهم. هو منشغل بسن قوانين من اجل مرضى الضمور العضلي الإسرائيليين. هذا يستحق التقدير، لكن ماذا عن الضمور الاخلاقي الذي يمكن من هذا التجاهل؟
“خطاب الصهيونية” لشبير الذي ألقته في 2015 يروي كل القصة. “صهيونية حقيقية يعني الاهتمام بالضعفاء”، هكذا دعت بانفعال، “إلى الاهتمام بمستقبل مواطني إسرائيل – هذه صهيونية… نحن نستحق أن نعيش حياة جيدة حقا – هذه صهيونية”. نستحق العيش حياة جيدة حقا – وليتم خنق الفلسطينيين. هذه هي صهيونيتهما. لو أن رجلا من اليمين قال ذلك، لكان يمكن تفهمه اكثر والغضب منه أقل. ولكن اذا كان هذا هو وجه اليسار القيمي جدا، اليسار الصهيوني الجديد، الشاب والواعد، القيمي وذا الضمير، فمن الافضل أن نعزي أنفسنا باليمين. على الاقل هو لا يدعي البر والورع.