الغد-معاريف
آفي أشكنازي 30/12/2024
يوفاف كاتس كتب احدى القصائد الكلاسيكية الشهيرة في الغناء الإسرائيلي: "يا ابنتي هل تبكين أم تضحكين". كتبت القصيدة فور حرب الأيام الستة وروت قصة الثورة الأمنية التي احدثها الجيش الإسرائيلي في الحرب.
لقد استيقظ سكان غلاف غزة في 7 أكتوبر على الجحيم، عندما اجتاح آلاف من مقاتلي حماس بلدات الغلاف، محاور حركة السير، الأراضي الزراعية والمواقع السياسية وارتكبوا مذبحة رهيبة. منذ الكارثة والجيش الإسرائيلي يقاتل بقوة شديدة في غزة، لكن في جبهات أخرى أيضا – لبنان، سورية، الضفة، اليمن وايران.
في الأيام الأخيرة نجح مقاتلو الفرقة 162 في هزيمة حماس في جباليا. النواة الصلبة لمئات وآلاف المقاتلين الذين تجمعوا في مخيم اللاجئين – ابيدت. المقاتلون صفوا او وقعوا في الاسر. وبينهم الذين شاركوا في المذبحة في 7 أكتوبر. بالتوازي، بدأ الجيش الإسرائيلي يناور في الاحياء النائية في بيت حانون. كل طفل في سديروت، نتيف هعسرا، كيبوتس ايرز او نير عام يعرف ان داني في خط الأفق لشمال قطاع غزة. فقد كانت ترمز لكابوس كل طفل وكل راشد في شمال الغلاف. من هناك اطلقت الصواريخ، نار الرشاشات والقناصة. من هناك خططوا لهجمة 7 أكتوبر.
الآن مقاتلو كفير، الناحل والهندسة القتالية يفجرون الأبراج. خط الأفق في شمال غزة لن يكون بعد اليوم ما كان عليه. "يا ابنتي هل تبكين أم تضحكين"، يمكن أن يغنيها اليوم كل أب وأم في سديروت، نير عام او نتيف هعسرا. الأبراج انهارت. رمز الشر لم يعد يقف امام العين، لم يعد يشاهد من نافذة البيت. لكن التحول ليس كاملا. فالجيش الإسرائيلي ما يزال يقاتل في القطاع ويواصل دفع ثمنا دمويا ثقيلا على الحمل. مئة مخطوف لا يزالون يذوون في الانفاق ويعيشون الكابوس الابشع.
في الجيش الإسرائيلي يستخدمون الآن خمسة ألوية في شمال القطاع. فرقة أخرى في المحور وفرقة أخرى في رفح. اعداد هائلة من المقاتلين والوسائل. لزمن طويل، حجم قوات كهذا يجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي ان يبقى ناجعا في كل جبهات القتال.
في الجيش يؤمنون بان تشديد الضغط سيؤدي بحماس الى صفقة. مشكوك أن يؤدي هذا الى تغيير النتيجة. ليته يؤدي. لكن من المهم أن يجلس المستوى السياسي مع نفسه ويفحص البدائل – كيف يمكن التقدم في عدة اتجاهات في غزة. الأول، كيف نحرر المخطوفين. الثاني، كيف نعمل كي ننزل حماس عن الحكم في غزة ونضع بديلا آخر وليس حكما عسكريا إسرائيليا. الثالث، كيف نرزم كل شيء في تسويات سياسية تتيح اغلاق قصة غزة.
صحيح حتى الآن غير الجيش الإسرائيلي الواقع في غزة. لكن هذا لم يؤدِ الى تغيير استراتيجي في الجنوب. بخلاف واقع نهاية حرب الأيام الستة في العام 1967، فان أطفال سديروت والغلاف لا يمكنهم أن ينظروا الى بيت حانون ويضحكوا. نحن ما نزال بعيدين عن ذلك. تنقصنا الساق الناهية، تلك التي تمسك باستراتيجية ليست موجودة. ينقص التصميم والابداعية السياسية للوصول الى اتفاق لتحرير المخطوفين وبناء خطوة لتفكيك حماس العسكرية. الخوف الكبير هو ان في عيد الحانوكا القادم أيضا سيغني مقاتلو الجيش الإسرائيلي في جباليا، في رفح وفي بيت حانون "معقل صور" للمرة الثالثة على التوالي.